للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

حدثنا محمد بن أحمد قال، سمعت أبا الصقر ابن شبانة الكاتب يقول: كنت بالبصرة فاستأذنت على أبي خليفة وعنده جماعة من الهاشميين يتغدون، فحبسني البواب، فكتبت في رقعة فناولتها بعض غلمانه، فناولها أبا خليفة:

أبا خليفة تجفو من له أدب ... وتتحف الغرّ من أولاد عباس

ما كان قدر رغيف لو سمحت به ... شيئا وتأذن لي في جملة الناس

فلما وصلت إليه الرقعة قال: عليّ بالهمذاني صاحب الشعر، فأدخلت إليه فقدّم إليّ طبقا من رطب وأجلسني معه.

- ١٣٢-

[أحمد بن الفضل بن محمد بن أحمد بن محمد بن جعفر الباطرقاني المقرىء]

: مات في الثاني والعشرين من صفر سنة ستين وأربعمائة بأصبهان، قال السمعاني: كان مقرئا فاضلا ومتحدثا مكثرا من الحديث، كتب بنفسه الكثير، وكان حسن الخطّ دقيقه. قرأ القرآن على جماعة من مشاهير القدماء بالروايات وصنّف التصانيف فيه منها: كتاب طبقات القراء. كتاب الشواذ. وصلّى بالناس إماما في الجامع الكبير سنين بعد المظفر بن الشبيب. سمع الحديث من أبي عبد الله محمد بن إسحاق بن إبراهيم بن عبد الله بن خرشيدة التاجر وجماعة، وروى لنا عن جماعة كثيرة.

قال ابن منده: جرى ذكر الباطرقاني عند الامام عمي رحمه الله، والشيخ الحافظ أبو محمد عبد العزيز بن محمد النخشبي وجماعة حاضرون، فقال عبد العزيز: صنّف مسندا ضمّنه ما اشتمل عليه صحيح البخاري، إلا أنه كتب المتن من الأصل ثم ألحقه الاسناد، وهذا ليس من شرط أصحاب الحديث وأهله، يتكلم في مسائل لا يسع الموضع ذكرها، لو اقتصر على الإقراء والحديث كان خيرا له.


[١٣٢]- ترجمة الباطرقاني المقرىء في طبقات الجزري ١: ٩٦ وعبر الذهبي ٣: ٢٤٦ وسير الذهبي ١٨: ١٨٢ والأنساب (الباطرقاني) والوافي ٧: ٢٨٨ والشذرات ٣: ٣٠٨.

<<  <  ج: ص:  >  >>