للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

حتى ينتهي إليه؟! ولقد كنت وغيري نتهم أبا عثمان الجاحظ فيما يستشهد به من غريب الشعر حتى دلّنا على مواضعه وأنشد القصيدة حتى انتزع منها من حفظه، أفما يستحقّ من هذه الصفة صفته هذه الكرامة اليسيرة في جنب هذه الفضيلة الكبيرة؟! وذكر ابن العميد يوما أبا بكر الخياط النحوي فقال: أفادني في نقد الشعر ما لم يكن عندي، وذاك أنه جاءني يوما باختيارات له، فكنت أرى المقطوعة بعد المقطوعة لا تدخل في مرتضى الشعر، فأعجب من إيراده لها واختياره إياها، فسألته عنها فقال:

لم يقل في معناها غيرها فاخترتها لانفرادها في بابها.

[[٦٨٧] عبيد الله بن محمد بن علي بن شاهمردان]

أبو محمد: لا أعرف من حاله شيئا إلا أنني وجدت له كتابا في اللغة في مجلّد سمّاه «حدائق الآداب» .

[[٦٨٨] عبيد بن سرية]

، ويقال ابن سارية، ويقال ابن شرية الجرهمي: ذكره ابن عساكر في «تاريخ دمشق» وقال: وفد على معاوية، وقيل إنه لم يفد عليه وإنه لقيه بالحيرة لما توجّه معاوية إلى العراق، ثم حدث باسناد رفعه إلى أبي حاتم السجستاني قال: وعاش عبيد بن سارية الجرهمي ثلاثمائة سنة، وقال بعضهم مائتين وعشرين سنة، إلا أننا نظن أنه عاشها في الجاهلية وأدرك الإسلام فأسلم، وقدم على معاوية بن أبي سفيان فبلغنا أن معاوية قال له: كم أتى عليك؟ قال: مائتان وعشرون سنة، قال: ومن أين علمت ذاك؟ قال: من كتاب الله، قال: ومن أي كتاب الله؟ قال من قول الله سبحانه


[٦٨٧]- بغية الوعاة ٢: ١٢٩ (وهو ينقل عن ياقوت) .
[٦٨٨]- يعتمد ياقوت في هذه الترجمة على تاريخ ابن عساكر (المصورة ١١: ١٧) ومختصر ابن منظور ١٦: ٣٦ والفهرست لابن النديم: ١٠٢ والنص الذي يرفعه إلى أبي حاتم السجستاني ورد في «المعمرون والوصايا» : ٥٠- ٥٣ وله في مروج الذهب أخبار (انظر الفهرس) وينسب له أخبار عبيد بن شرية وقد نشر تاليا لكتاب التيجان (حيدر أباد الدكن ١٣٤٧) .

<<  <  ج: ص:  >  >>