وله عن مالك حديث منكر، وسمع منه أحمد بن إبراهيم بن ملحان، وحدث عنه ابنه أبو رفاعة عمارة بن وثيمة. وسافر وثيمة في أول أمره من بلده إلى البصرة ثم إلى مصر ومنها إلى الأندلس، ثم عاد إلى مصر وبها مات يوم الاثنين لعشر خلون من جمادى الأولى سنة سبع وثلاثين ومائتين.
وصنف كتاب أخبار الردة، ذكر فيه القبائل التي ارتدت بعد وفاة النبي صلى الله عليه وسلّم، وسرايا أبي بكر التي سيّرها لقتالهم وما جرى بينهم، ومن رجع منهم إلى الإسلام، وأخبار خالد بن الوليد مع مالك بن نويرة وقتله له، ومراثي متمم بن نويرة في أخيه، وغير ذلك.
[[١٢١٦] الوليد بن عبيد الله بن يحيى]
بن عبيد بن شملال بن جابر بن مسلمة بن مسهر بن الحارث بن جشم بن أبي حارثة بن جدي بن بدول بن بحتر، أبو عبادة وأبو الحسن، والأول أشهر، البحتري الطائي الشاعر المشهور: كان فاضلا أديبا فصيحا بليغا شاعرا مجيدا، وكان بعض أهل عصره يقدمونه على أبي تمام بادىء الرأي ويختمون به الشعراء، وروى عنه شعره أبو العباس المبرد وابن المرزبان محمد بن خلف وأبو بكر الصولي والمحاملي أبو عبد الله.
ولد بمنبج من أعمال حلب وبها نشأ وتنبل وقال الشعر، ثم صار إلى أبي تمام وهو بحمص فعرض عليه شعره، وكان يجلس للشعراء فيعرضون عليه أشعارهم، فلما سمع أبو تمام شعره أقبل عليه وقال له: أنت أشعر من أنشدني.
وللبحتري تصرف حسن في ضروب الشعر سوى الهجاء فإنه لم يحسنه، وأجود شعره ما كان في الأوصاف. وكان يتشبه بأبي تمام في شعره ويحذو حذوه وينحو نحوه في البديع الذي كان أبو تمام يستعمله ويراه إماما ويقدمه على نفسه ويقول في الفرق
[١٢١٦] ترجمة البحتري في الأغاني ٢١: ٣٩ والفهرست: ١٩٠ وتاريخ بغداد ١٣: ٤٧٦ والمنتظم ٦: ١١ ومعجم البلدان (منبج) وابن خلكان ٦: ٢١ وعبر الذهبي ٢: ٧٣ وسير الذهبي ١٣: ٤٨٦ والبداية والنهاية ١١: ٧٦ والنجوم الزاهرة ٣: ٩٩ والشذرات ٢: ١٨٦ وأخبار البحتري للصولي (دمشق ١٩٥٨) والموازنة للآمدي، ويونس السامرائي: البحتري في سامراء (١- ٢) بغداد: ١٩٧١ وخليفة الوقيان: شعر البحتري، بيروت: ١٩٨٥.