وحدثني بعض المصريين قال: كنت يوما أسير مع الشيخ محمد بن برّي وقد اشترى عنبا، وجعله في كمه، فجعل يحادثني وهو يعبث بالعنب ويقبضه حتى جرى على رجليه، فقال لي: تحسّ المطر، فقلت: لا. فقال لي: فما هذا الذي ينقط على رجليّ؟ فتأملته فإذا هو ماء العنب. فأخبرته، فخجل واستحيا ومضى.
ويحكون عنه من الحذق وحسن الجواب عما يسأل عنه، ومواضع المسائل من كتب العلماء ما يتعجّب منه. فسبحان الجامع بين الأضداد. وله حواش انتصر فيها للحريري على ابن الخشاب «١» ، وكان له تصفح ديوان الانشاء فيما يكتبونه ليزيل الغلط واللحن فيه كما كان ابن بابشاذ.
وقرأ عليه جماعة منهم أبو العباس ابن الحطيئة، وكان ثقة، والجزولي من تلامذته، وأجاز لجميع من أدرك عصره من المسلمين.
[[٦٤٢] عبد الله بن جعفر بن درستويه بن المرزبان]
أبو محمد الفارسي النحوي، من أهل فسا: أحد من اشتهر اسمه، وعلا قدره، وكثر علمه. جيد التصنيف، مليح التأليف، قرأ على المبرد وصحبه، ولقي ابن قتيبة، وأخذ عنه. مات سنة سبع وأربعين وثلاثمائة في خلافة المطيع.
قال أبو محمد ابن درستويه النحوي، قال البحتري، وقد اجتمعنا على خلوة عند المبرد، وسلكنا مسلكا في المذاكرة: أشعرت أنني سبقت الناس إلى قولي «٢» :
[٦٤٢]- هذه الترجمة من المختصر، وانظر الفهرست: ٦٨ وطبقات الزبيدي: ١١٦ وتاريخ بغداد ٩: ٤٢٨ ونزهة الألباء: ١٩٧ والمنتظم ٦: ٣٨٨ وإنباه الرواة ٢: ١١٣ وابن خلكان ٣: ٤٤ وسير الذهبي ١٥: ٥٣١ وعبر الذهبي ٢: ٢٧٦ وميزان الاعتدال ٢: ٤٠٠ والوافي ١٧: ١٠٣ والبداية والنهاية ١١: ٢٣٣ ولسان الميزان ٣. ٢٦٧ وبغية الوعاة ٢: ٣٦ وطبقات الداودي ١: ٢٢٣ والشذرات ٢: ٣٧٥ وإشارة التعيين: ١٦٢. ولعبد الله الجبوري دراسة عنه، بغداد ١٩٧٤.