وذكر ابن عفير قال: قدم عمرو بن العاص بعد فتحه مصر على عمر بن الخطاب رضي الله عنهما قدمتين استخلف في إحداهما زكريا بن الجهم العندري على الجند ومجاهد بن جبر مولى بني نوفل بن عبد مناف على الحراح (وهو جد معاذ بن موسى النفاط أبي إسحاق بن معاذ الشاعر) فسأله عمر من استخلفت؟ فذكر له مجاهد بن جبر، فقال له عمر مولى ابنه غزوان؟ قال: نعم إنه كاتب، فقال عمر: إن العلم ليرفع صاحبه (وبنت غزوان هي أخت عتبة بن غزوان، وقد شهد عتبة بدرا، وكان حليف بني نوفل بن عبد مناف) قال: وحطه مجاهد بن جبر دار صالح صاحب السوق.
[٩٣٧]
[مجاهد بن عبد الله العامري]
أبو الجيش الموفق مولى عبد الرحمن الناصر بن المنصور محمد بن أبي عامر أمير الأندلس: مات بدانية في سنة ست وثلاثين وأربعمائة، وأصله مملوك رومي من مماليك ابن أبي عامر. كان من أهل الأدب والشجاعة والمحبة للعلوم وأهلها. نشأ بقرطبه وكانت له همة وجلادة وجرأة، فلما جاءت أيام الفتنة وتغلبت العساكر على النواحي سار هو فى من تبعه الى الجزائر التي في شرق الأندلس وهي دانية ومنورقة (بالنون) ، ودانية هي ذات حصب وسعة، فغلب عليها وحماها، وقصد إلى سردانية في قصة ذكرتها في التاريخ الذي سميته «المبدأ» . وكان الكرماء على العلماء يبذل لهم الرغائب خصوصا على يقراء حتى صارت دانيه معدن القراء بالعرب. وهو الذي بذل لأبي غالب تمام بن غالب ألف دينار ليزيد اسمه في ديباجة كتابه كما ذكرنا فى باب تمام «١» ، وفيه يقول أبو العلاء صاعد بن
(٩٣٧) - ترجمة مجاهد العامري في حدوة المقبس (وبغية الملتمس رقم. ١٣٧٩) وأعمال الاعلام: ٢١٧ والبيان المغرب ٣: ١٥٥ والوافي للصفدي (خ) وتاريخ ابن خلدون ٤: ١٦٤.