للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

- ٦٩-

[أحمد بن جعفر جحظة]

: هو أبو الحسن أحمد بن جعفر بن موسى بن يحيى بن خالد بن برمك البرمكي النديم. قال أبو عبد الله الحسن بن علي بن مقلة: سألت جحظة عمّن لقّبه بهذا اللقب فقال: ابن المعتز لقبني به، فإنه لقبني يوما فقال لي: ما حيوان إذا قلب [١] صار آلة للبحرية؟ فقلت: علق إذا عكس صار قلعا، فقال: أحسنت يا جحظة، فلزمني هذا اللقب، وهو من في عينيه نتوء جدا؛ وكان قبيح المنظر وكان له لقب آخر يلقبه به المعتمد، وهو خنياكر [٢] ، وما أدري أيّ شيء معناه.

كان حسن الأدب كثير الرواية للأخبار متصرفا في فنون من العلم كالنحو واللغة والنجوم، مليح الشعر مقبول الألفاظ حاضر النادرة، وكان طنبوريا حاذقا فيه فائقا، مات في شعبان سنة أربع وعشرين وثلاثمائة [٣] بجبّل ومولده سنة أربع وعشرين ومائتين.

ذكره محمد بن إسحاق النديم فقال: ولجحظة من التصانيف: كتاب الطبيخ، لطيف. كتاب الطنبوريين. كتاب فضائل السكباج. كتاب الترنم. كتاب المشاهدات. كتاب ما شاهده من أمر المعتمد على الله. كتاب ما جمعه مما جرّبه المنجمون فصحّ من الأحكام. كتاب ديوان شعره.

قال [٤] : كان جحظة وسخا قذرا دنيء النفس في دينه قلّة، وهو القائل:

إذا ما ظمئت إلى ريقه ... جعلت المدامة منه بديلا

وأين المدامة من ريقه ... ولكن أعلّل قلبا عليلا


[٦٩]- ترجمة جحظة في الفهرست: ١٦٢ وتاريخ بغداد ٤: ٦٥ ووفيات الأعيان ١: ١٣٣ والوافي ٦: ٢٨٦ وفي الأغاني والديارات والبصائر وغيرها من الكتب الأدبية أخبار منثورة عنه، وقد ألف فيه الدكتور مزهر السوداني كتابه: جحظة البرمكي الأديب الشاعر (النجف: ١٩٧٧) .
[١] م: عكس.
[٢] لعلّ معناه: المغني.
[٣] في الفهرست: سنة ٣٢٦ (وأثبت ابن خلكان التاريخين) .
[٤] أي صاحب الفهرست.

<<  <  ج: ص:  >  >>