أيّهذا القاضي الكبير المواتي «١» ... صانك الله عن مقام الدناة
أيكون القصاص في فتك لحظ ... من غزال مورّد الوجنات
أم يخاف العذاب من هو صبّ ... مبتلى بالزفير والحسرات
ليس إلا العفاف والصوم والنّس ... ك له زاجر عن الشبهات
فأخذ الرقعة وكتب على ظهرها:
يا ظريف الصنيع والآلات ... وعظيم الأشجان واللوعات
ان تكن عاشقا فلم تأت ذنبا ... بل ترقيت رفعة الدرجات
فلك الحقّ واجبا ان عرفنا ... من تعلّقته من الحجرات
ضأن أكون الرسول جهرا إليه ... إن تنكبت موبق الشبهات
ومتى أقض بالقصاص على لح ... ظ حبيب أخطىء طريق القضاة
[[١٠٣٣] محمد بن الحسن بن جمهور القمي الكاتب أبو علي:]
قال أبو علي التنوخي: وكان من شيوخ أهل الأدب بالبصرة وكثير الملازمة لأبي، وحرّر لي خطي لما قويت على الكتابة لأنه كان جيد الخط حسن الترسّل كثير المصنفات لكتب الأدب، فكثرت ملازمتي له وكان يمدح أبي، فأنشدني لنفسه، وهو من مشهور شعره:
إذا تمنّع صبري ... وضاق بالهجر صدري
ناديت والليل داج ... وقد خلوت بفكري
يا ربّ هب لي منه ... وصال يوم بعمري
[١٠٣٣] ترجمة القمي في الوافي ٢: ٣٥٢ والقصة التي وردت هنا نقلها محقق النشوار ٤: ١٠٩ (وسمّاه «العمّي» بالعين) وانظر الديارات: ٢٦٦ وحكاية أبي القاسم البغدادي: ٧١- ٧٥ ونشوار المحاضرة ٣: ٢٥٨ ووصفه بأنه صاحب ستارة مشهور بالأدب والشعر وتصنيف الكتب، وكان يكتب لغيلان بن اسماعيل وهو وال بأرجان.