للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

سيدي أنت ومن عادته ... باعتداء وبجور جاريه

أنصف المظلوم وارحم عبرة ... بدموع ودماء جاريه

ربما أكني بقولي سيدي ... عند شكواي الهوى عن جاريه

قال: وأنشدني لنفسه والقافية كلها «عود» باختلاف المعنى:

العيش عافية والراح والعود ... فكلّ من حاز هذا فهو مسعود

ضهذا الذي لكم في مجلس أنق ... أشجاره العنبر الهندي والعود

وقينة وعدها بالخلف مقترن ... بما يؤمّله راج وموعود

وفتية كنجوم الليل دأبهم ... إعمال كأس حذاها النار والعود

فاغدوا عليّ بكاس الراح مترعة ... عودا وبدءا فإن أحمدتم عودوا

- ١١٧-

[أحمد بن علي أبو الحسن البتي الكاتب]

: كان يكتب للقادر بالله عند مقامه بالبطيحة، ولما وصلته البيعة كتب عنه إلى بهاء الدولة. وكان البتي حافظا للقرآن تاليا له مليح المذاكرة بالأخبار والآداب، عجيب النادرة ظريف المزح والمجون.

قال ابن عبد الرحيم: كان البتي في بدء أمره يلبس الطيلسان ويسمع الحديث ويقرأ القرآن على شيوخ عصره، وكان يذكر أنه قرأ القرآن على زيد بن أبي بلال، وكان غاية في جميع [١] خلال الأدب، يتعلق بصدور وافرة من فنون العلم، ويكتب خطا جيدا، ويترسّل ترسلا لا بأس به، وينظم شعرا دون ما كان حظي به من العلم؛ ثم لبس من بعد الدرّاعة وسلك في لبسه مذاهب الكتاب القدماء، وكان يلبس الخفّين والمبطّنة ويتعمم العمّة الثغرية وإن لبس لالجة [٢] لم تكن إلا مربدية [٣] ، وكان لا


[١١٧]- ترجمة البتي في تاريخ بغداد ٤: ٣٢٠ والمنتظم ٧: ٢٦٣ والوافي ٧: ٢٣١.
[١] الوافي: في جمع.
[٢] اللالجة أو اللالكة: ضرب من النعال.
[٣] الوافي: مريدية.

<<  <  ج: ص:  >  >>