بن إبراهيم بن عامر بن عابد، أبو عثمان الصابوني: مات في ثالث محرم سنة تسع وأربعين وأربعمائة. قال عبد الغافر: هو الاستاذ الإمام شيخ الاسلام أبو عثمان الصابوني الخطيب المفسر المحدث الواعظ، أوحد وقته في طريقته، وكان أكثر أهل العصر من المشايخ سماعا وحفظا ونشرا لمسموعاته وتصنيفاته وجمعا وتحريضا على السماع وإقامة لمجالس الحديث. سمع الحديث بنيسابور من أبي العباس البالوني «١» وأبي سعيد [محمد بن الحسين بن موسى] السمسار، وبهراة من أبي بكر أحمد بن إبراهيم القرّاب «٢» وأبي معاذ شاه بن عبد الرحمن «٣» وسمع بالشام والحجاز ودخل معرة النعمان فلقي بها أبا العلاء أحمد بن سليمان، وسمع بالجبال وغيرها من البلاد، وحدّث بنيسابور وخراسان إلى غزنة وبلاد الهند وجرجان وآمل وطبرستان وبالشام وبيت المقدس والحجاز. روى عنه أبو عبد الله القارىء وأبو صالح المؤذن.
ومن «تاريخ دمشق» ان الصابوني وعظ للناس ستين «٤» سنة، قال: وله شعر منه «٥» :
ما لي أرى الدهر لا يسخو بذي كرم ... ولا يجود بمعوان ومفضال
ولا أرى أحدا في الناس مشتريا ... حسن الثناء بانعام وإفضال
صاروا سواسية في لؤمهم شرعا ... كأنما نسجوا فيه بمنوال
[٢٤٥]- ترجمته في السياق (المنتخب ٢) : ٣٨ ومصورة ابن عساكر ٢: ٨٥٥ وتهذيبه ٣: ٣٠ والوافي ٩: ١٤٣ (ويعتمد ياقوت على السياق وتاريخ دمشق) .