قال القاضي عبد الحميد بن عبد الرحمن النيسابوري: ذهبت الفوائد من مجلسنا بعد أبي زكريا، وذلك أن أبا زكريا اعتزل الناس وقعد عن حضور المحافل بضع عشرة سنة.
سمع أبا الحسن الحرسي وأحمد بن سلمة وغيرهما، وروى عنه أبو بكر ابن عبدوس المفسر وأبو علي الحسين بن علي الحافظ والمشايخ من طبقته.
مات في شوال سنة أربع وأربعين وثلاثمائة عن ست وسبعين سنة.
[[١٢٣٩] يحيى بن محمد أبو محمد الأرزني:]
إمام في العربية مليح الخط سريع الكتابة، كان يخرج في وقت العصر إلى سوق الكتب ببغداد فلا يقوم من مجلسه حتى يكتب «الفصيح» لثعلب ويبيعه بنصف دينار، ويشتري نبيذا ولحما وفاكهة، ولا يبيت حتى ينفق ما معه منه.
وله تأليف في النحو مختصر.
مات سنة خمس عشرة وأربعمائة.
ومن شعره:
إن من أحوجك الدهر إليه ... وتعلقت به هنت عليه
ليس يصفو ودّ من واخيته ... إن تعرضت لشيء في يديه
[١٢٣٩] ترجمة الأرزني في تاريخ بغداد ١٤: ٢٣٩ وتتمة اليتيمة ٢: ١٠٢ ومعجم البلدان (أرزن) ونزهة الألباء: ٢٣٢ وإنباه الرواة ٤: ٣٤ وبغية الوعاة ٢: ٣٤٣ (عن ياقوت والثعالبي) والأرزني نسبة الى ارزن وهي بلد في طرف ديار بكر قريبا من خلاط؛ وقد أخذ الأرزني العلم عن السيرافي أبي سعيد وتصدر في مجلس ابنه يوسف، وأقرأ النحو وأفاد الطلبة؛ وأورد له القفطي شعرا وصفه بأنه «حسن» .