للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

وقال المأمون يوما: ببابي رجلان أحدهما أريد أن أضعه وهو يرفع نفسه، وهو عليّ بن الهيثم، والآخر أريد أن أرفعه وهو يضع نفسه، وهو الفضل بن جعفر بن يحيى بن خالد بن برمك.

[٨٥٤]

[علي بن يحيى بن أبي منصور المنجم، أبو الحسن:]

كان أبوه يحيى أول من خدم من آل المنجم الخلفاء وإليه ينسبون، وهو المنجم، وأول من خدم المأمون، وقد ذكر في بابه، ونادم ابنه علي هذا المتوكل وكان من خواصه وندمائه والمتقدمين عنده، وخصّ به وبمن بعده من الخلفاء الى أيام المعتمد على الله، وكان شاعرا راوية علامة أخباريا. مات سنة خمس وسبعين ومائتين ودفن بسرّ من رأى في آخر أيام المعتمد. وأخذ أبو الحسن هذا عن جماعة من العلماء منهم إسحاق بن إبراهيم وشاهده، وكان يجلس بين يدي الخلفاء ويأمنونه على أسرارهم، وكان حسن المروءة ممدّحا، واتصل بمحمد بن اسحاق بن إبراهيم المصعبي ثم اتصل بالفتح بن خاقان وعمل له خزانة كتب حكمة نقل إليها من كتبه مما استكتبه للفتح بن خاقان أكثر ما اشتملت عليه خزانة حكمة قط. وله تصانيف منها: كتاب الشعراء القدماء والاسلاميين. وكتاب أخبار إسحاق بن إبراهيم. وكتاب الطبيخ.

قال عبيد الله بن أبي طاهر: كان أبو الحسن علي بن يحيى مشتهرا «١» بالأدب كله مائلا إلى أهله معتنيا بأمورهم، وكان منزله مألفا لهم، وكان يوصل كثيرا منهم إلى الخلفاء والأمراء ويستخرج لهم الصلات، وإن جرى على أحد منهم حرمان وصله من ماله، وكان يبلغ من عنايته بهم ورغبته في نفعهم أنه كان ربما أهدى الى الخلفاء والأمراء عنهم الهدايا الظريفة المليحة ليستخرج لهم بذلك ما يحبون.

قال: حدثني أبو أحمد يحيى بن علي بن يحيى قال: قدم على أبي إدريس بن


(٨٥٤) - تاريخ الطبري ٣: ١٦٣٧ ومعجم الشعراء: ١٤١ ومروج الذهب ٥: ٥٣- ٥٤ والفهرست: ١٦٠ وتاريخ بغداد ١٢: ١٢١ وسمط اللآلي: ٥٢٥ وسير الذهبي ١٣: ٢٨٢ وعيون الأنباء ١: ٢٠٥ وابن خلكان ٣: ٣٧٣ والوافي ٢٢: ٣٠٣ والنجوم الزاهرة ٣: ٧٣.

<<  <  ج: ص:  >  >>