للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

من الكتب، ورحل إلى خوارزم ثم إلى ما وراء النهر ورجع إلى خراسان ومنها إلى باميان، وحصل له الجاه والمال بمجاورة ابن سام، فلما انتزع منه بلاده خوارزم شاه علاء الدين تكش فوض إليه صدارة هراة واستوطنها.

[[١٠٩٥] محمد بن عمر بن عبد العزيز بن إبراهيم]

بن عيسى بن مزاحم، المعروف بابن القوطية، الاشبيلي الأصل القرطبي، أبو بكر اللغوي النحوي الأديب الشاعر:

كان أعلم أهل زمانه باللغة والعربية، إماما مقدما فيهما، وأروى أهل عصره للأشعار والأخبار، لا يشقّ في ذلك غباره ولا يلحق شأوه، وكان مع ذلك فقيها متمكنا حافظا للحديث والآثار، غير أنه لم يكن له في ذلك أصول يرجع إليها فلم يكن ضابطا للرواية، وكان ما يسمع منه من ذلك إنما يحمل على المعنى دون اللفظ، وكان كثيرا ما يقرأ عليه ما لا رواية له فيه على سبيل الضبط والتصحيح. وكان مضطلعا بأخبار الأندلس راوية لسير ملوكها وأمرائها وعلمائها وشعرائها حافظا لأخبارهم يملي ذلك عن ظهر قلبه، وكان أكثر ما يؤخذ عنه ويقرأ عليه كتب اللغة. ولما دخل أبو علي القالي الأندلس اجتمع به، وكان يبالغ في تقديمه وتعظيمه، حتى قال له الخليفة المستنصر الحكم بن عبد الرحمن: من أنبل من رأيته ببلدنا في اللغة؟ فقال: أبو بكر ابن القوطية. ومما كان يزين علمه وفضله اتصافه بالزهد والتقوى والنسك، وكان في أول أمره ينظم الشعر بالغا فيه حدّ الاجادة مع الاحسان في المطالع والمقاطع وتخير الألفاظ الرشيقة والمعاني الشريفة، ثم ترك ذلك وأقبل على النسك والانفراد.


[١٠٩٥] ترجمة ابن القوطية في تاريخ ابن الفرضي ٢: ٧٦ ويتيمة الدهر ٢: ٧٣ وجذوة المقتبس: ٧١ (وبغية الملتمس رقم: ٢٢٣) وإنباه الرواة ٣: ١٧٨ وابن خلكان ٤: ٣٦٨ وعبر الذهبي ٢: ٣٤٥ وسير الذهبي ١٦: ٢١٩ والوافي ٤: ٢٤٢ ومرآة الجنان ٢: ٣٨٩ والديباج المذهب ٢: ٢١٧ ولسان الميزان ٥: ٣٢٤ وبغية الوعاة ١: ١٩٨ والنفح ٣: ٧٣ والشذرات ٣: ٦٢ وشجرة النور الزكية ١: ٩٩.

<<  <  ج: ص:  >  >>