من خدمة يخدمه كلّ من ... يمشي بحزن الأرض والسهل
ورام تقبيل يديك التي ... بها عرفنا صورة العدل
وينثني بعد الثنا والدعا ... مستحقبا من فضلك الجزل
في موطن التوحيد مكنونه ... طورا وطورا موضع الكحل
فحال من دونكم أسود ... في لونه والقول والفعل
فها أنا مذ ذاك في حيرة ... مدلّه التمييز والعقل
غيظا يميت القلب تذكاره ... من فعل هذا الأسود النذل
لم يحجبوا وفد العطايا فلم ... يحجب من يرغب في الفضل
فظلت فيه مفكرا واجما ... حتى انجلى عني عمى الجهل
لما بدا لي أن أوصافه ... مأخوذة من صفة القفل
وقال لي القلب إذا كنت من ... أهل الحجى والفهم والنبل
فلا ترع لا بد للمجتني ... شهد العلى من إبر النحل
ابن الشعار ٩: ٣٤٤- ٣٤٥
- ١٧-
وله:
بنفسي ظبي مرّ بي في القلاقل ... فخلّفني حلف البلى والبلابل
تناهبه الراءون من حسن وجهه ... فما ناظر إلا به بالبلا بلي
رشا من بني الأتراك إما نسبته ... كنسبة عينيه إلى سحر بابل
تزايد وجد من تناقص ودّه ... وفرط غرامي من غريم مماطل
يوسّع عذري فيه ضيق بجفنه ... ويوهي قوى صبري بحسن الشمائل
يضحّي الورى بالبدن في عيد نحرهم ... وأضحى يضحي بالكمي الحلاحل
ابن الشعار ٩: ٣٤٤
- ١٨-
وله في غلام يرمي بالنشاب:
وظبي له خصر كصبري نحافة ... وردف كوجدي في محبته عظما