ولم نستطع عند الوداع تصبّرا ... وقد غالنا دمع عن الوجد ناطق
وقفنا لتوديع فكادت نفوسنا ... لأجسادنا قبل الوداع تفارق
فباك لما يلقاه من فقد إلفه ... وشاك له قلب به الوجد عالق
وقال:
أقلي النهار إذا اضاء صباحه ... وأظلّ أنتظر الظلام الدامسا
فالصبح يشمت بي فيقبل ضاحكا ... والليل يرثي لي فيدبر عابسا
وقال:
على لام العذار رأيت خالا ... كنقطة عنبر بالمسك أفرط
فقلت لصاحبي هذا عجيب ... متى قالوا بأنّ اللام تنقط
- ٣٩٠-
[الحسين بن علي بن أحمد بن عبد الواحد]
بن بكر بن شبيب الطيبي النديم: نديم المستنجد بالله، ولد سنة خمسمائة وتوفي سنة ثمانين وخمسمائة. كان أديبا كاتبا شاعرا له اليد الطولى في حلّ الألغاز العويصة، فتفاوض أبو منصور محمد بن سليمان بن قتلمش وأبو غالب ابن الحصين في سرعة خاطر ابن شبيب وتقدمه في حلّ الألغاز فعمل ابن قتلمش أبياتا على صورة الالغاز ولم يلغز فيها بشيء أرسلاها إلى ابن شبيب يمتحنانه بها وهي:
وما شيء له في الرأس رجل ... وموضع وجهه منه قفاه
إذا غمّضت عينك أبصرته ... وان فتّحت عينك لا تراه
[٣٩٠]- ترجمته في الخريدة (قسم العراق) ١: ١٨٧ والوافي ١٢: ٤٤٧ والفوات ١: ٣٧٧ (ولقبه سعد الدين) والطيبي نسبة إلى الطيب بين واسط وكور الأهواز؛ م: النصيبي.