للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

وكتب إلى صديق له: ليس عن الصديق المخلص والأخ المشارك في الأحوال كلّها مذهب، ولا وراءه للواثق به مطلب، والشاعر يقول [١] :

وإذا يصيبك والحوادث جمّة ... حدث حداك إلى أخيك الأوثق

وأنت الأخ الأوثق، والوليّ المشفق، والصديق الوصول، والمشارك في المكروه والمحبوب، قد عرّفني الله من صدق صفائك، وكرم وفائك، على الأحوال المتصرفة والأزمنة المتقلبة، ما يستغرق الشكر ويستعبد الحر. وما من يوم يأتي عليّ إلا وثقتي بك تزداد استحكاما، واعتمادي عليك يزداد توكّدا والتئاما، أنبسط في حوائجي، وأثق بنجح مسألتي، والله أسأل لك طول البقاء في أدوم النعمة وأسبغها، وأكمل العوافي وأتمها، وألّا يسلب الدنيا نضرتها بك، وبهجتها ببقائك، فما أعرف بهذا الدهر المتنكر في حالاته حسنة سواك، ولا حلية غيرك، فأعيذك بالله من العيون الطامحة، والألسن القادحة، وأسأله أن يجعلك في حرزه الذي لا يرام، وكنفه الذي لا يضام، وأن يحرسك بعينه التي لا تنام، إنه ذو المنّ والإنعام.

- ٩١-

[أحمد بن سليمان المعبدي أبو الحسين]

: ذكره محمد بن إسحاق النديم فقال: روى عن علي بن ثابت عن أبي عبيد، وعن ابن أخيه أبي الوزير عن الأعرابي. روى عنه أبو بكر محمد بن الحسين بن مقسم، وخطه يرغب فيه، وهو أحد العلماء المشاهير الثقات.

قرأت بخط ابن أبي نواس قال أبو عمر ابن حيويه، قال لي أبو عمران: مات المعبدي ليلة الأربعاء، ودفن يوم الأربعاء لثمان بقين من صفر سنة اثنتين وتسعين ومائتين.


[٩١]- ترجمته في الفهرست: ٨٧.
[١] ورد البيت في الصداقة والصديق: ٤٣٠ (دون نسبة) .

<<  <  ج: ص:  >  >>