بن سعيد بن جرجة المكي: قال أبو علي الأهوازي، سمعت أبا عبد الله محمد بن أحمد العجلي المقرىء بالبصرة يقول:
هو أبو عمر قنبل بن عبد الرحمن، وقنبل لقب غلب عليه، وإنما سمّي بذلك لأنه كان يستعمل دواء يقال له قنبيل يسقى للبقر معروف عند العطارين لمرض كان به فسمي بذلك. وقيل بل هو من قوم يقال لهم القنابلة من أهل مكة، ولو كان كذلك لقيل له قنبلي. مات في سنة احدى وتسعين ومائتين في أيام المكتفي عن ست وتسعين سنة لأن مولده في سنة خمس وتسعين ومائة في أيام الأمين، وكان قد قطع الاقراء قبل موته بعشر سنين. قرأ على عبد الله بن كثير وكان من جلة أصحابه ومن جهته انتشرت قراءته، وكان قنبل يلي الشرطة بمكة وكان لا يليها إلا أهل العلم والفضل لتقوم بواجباتها، وكان ابن مجاهد يزعم أنه قرأ عليه، وكان ابن شنبوذ يدفع ذلك، وكان ابن مجاهد يقول: قرأت على قنبل ولا يقول قرأت القرآن من أوله إلى آخره عليه.
حدث ابن طرّادة الحلواني قال: سألت أبا الحسين ابن المنادي وقلت له: إن ابن مجاهد يزعم أنه قرأ على قنبل وابن شنبوذ في سنة واحدة، في سنة تسع وسبعين ومائتين [فقال: كنا] نحن على نية القراءة على قنبل فوجدناه قد اختل واضطرب وخلط في القراءات، فأما أنا فلم أقرأ عليه ولا حرفا واحدا، وأما ابن مجاهد فانه قرأ عليه بعض القرآن فخلّط عليه فترك القراءة، وأخرج له تعليق ابن عون الواسطي عنه وكان معه فقرأه عليه إلى آخره. وأما ابن شنبوذ فانه جاور سنتين بمكة وقرأ عليه ختمتين، فقول ابن مجاهد قرأت عليه يصدق، يعني بعض القرآن، وقول ابن شنبوذ لم يقرأ عليه يصدق، يعني القرآن كله لم يقرأه عليه.
(٩١٨) - ترجم له ابن الجزري في طبقات القراء ٢: ١٦٥ باسم «محمد بن عبد الرحمن المخزومي» وانظر الوافي للصفدي ٣: ٢٢٦ وسير الذهبي ١٤: ٨٤ (وفيه تخريج) .