وأخذ ابن مفرغ وسجنه، وكتب إلى يزيد يستأذنه في قتله، فحذره يزيد من الايقاع به وأشار إليه بحبسه وتنكيله بما يؤدبه، فأمر عبيد الله أن يسقى نبيذا خلط بشبرم حتى سلح على ثيابه، فأمر أن يطاف به في أسواق البصرة تزفّه الصبيان، ثم ردّ إلى السجن وبقي فيه مدة طويلة إلى أن أطلق بشفاعة قومه اليمنيين عند يزيد، ومات سنة تسع وستين.
وأخباره مع بني زياد طويلة، ومن أشعاره التي هجاهم بها قوله في عبيد الله وأخيه عبّاد من قصيدة طويلة «١» :
وما لاقيت من أيام بؤس ... ولا أمر يضيق به ذراعي
ولم تك شيمتي عجزا ولؤما ... ولم أك بالمضلّل في المتاع
سوى يوم الهجين ومن يصاحب ... لئام الناس يغض على القذاع
ومنها في عبيد الله:
فأير في است أمك من أمير ... كذاك يقال للحمق اليراع
ولا بلّت سماؤك من أمير ... فبئس معرّس الركب الجياع
ومنها:
إذا أودى معاوية بن حرب ... فبشّر شعب قعبك بانصداع
فأشهد أن أمك لم تباشر ... أبا سفيان واضعة القناع
ولكن كان أمر فيه لبس ... على عجل شديد وارتياع
[[١٢٤٨] يزيد بن سلمة بن سمرة بن سلمة الخير]
بن قشير بن كعب بن ربيعة بن
[١٢٤٨] ترجمة ابن الطثرية في طبقات ابن سلام: ٧٧٩ والشعر والشعراء: ٣٤٠ والأغاني ٨: ١٥٧ والسمط: ١٠٣ وابن خلكان ٦: ٣٦٧ وشرح التبريزي على الحماسة ٣: ٤٦ وأسماء المغتالين: ٢٤٧ وقد جمع ما بقي من شعره حاتم صالح الضامن (بغداد ١٩٧٣) وهو أجدر أن يكون في معجم الشعراء.