للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

[[١١٤٣] محمود بن أبي المعالي]

تاج الدين الحواري اللغوي الأديب الشاعر: أخذ الأدب عن سعيد بن أبي الفضل الميداني، وبرع في اللغة، وله النثر الفائق والشعر الرائق وكان واحد نيسابور علما وفضلا وأدبا، وصنف كتاب «ضالة الأديب» في الجمع بين «الصحاح» و «التهذيب» أخذ فيه على الجوهري في عدة مواضع. كان حيا سنة ثمانين وخمسمائة.

[[١١٤٤] مدرك بن علي الشيباني:]

أعرابيّ من بادية البصرة، دخل بغداد صغيرا ونشأ بها، فتفقه وحصّل العربية والأدب، وكان شاعرا أديبا فاضلا، وكان كثيرا ما يلمّ بدير الروم في الجانب الشرقيّ ببغداد، وكان بدير الروم غلام من أولاد النصارى يقال له عمرو بن يوحنا، وكان من أحسن الناس صورة وأكملهم خلقا، وكان مدرك بن علي يهواه. وكان لمدرك مجلس تجتمع فيه الأحداث، فان حضر شيخ أو صاحب حرمة قال له مدرك: قبيح بك أن تختلط بالأحداث والصبيان، فقم في حفظ الله، فيقوم، وكان عمرو يحضر مجلسه، فعشقه مدرك وهام به، فجاء عمرو يوما إلى المجلس فكتب مدرك رقعة وطرحها في حجره فإذا فيها:

بمجالس العلم التي ... بك تمّ حسن جموعها

إلّا رثيت لمقلة ... غرقت بفيض دموعها

بيني وبينك حرمة ... الله في تضييعها

فقرأ الأبيات ووقف عليها من كان في المجلس، فاستحيا عمرو وانقطع عن الحضور، وغلب الأمر على مدرك فترك مجلسه ولزم دير الروم وجعل يتبع عمرا حيث


[١١٤٣] للحواري ترجمة في بغية الوعاة ٢: ٢٨٣ (وهو ينقل عن وشاح الدمية وعن ياقوت) .
[١١٤٤] مدرك هذا أدركه الجريري المعافي بن زكريا النهرواني وروى قصيدته وقصته، وقد توفي المعافى سنة ٣٩٠؛ وانظر مصارع العشاق ٢: ١٧٠ وتزيين الأسواق: ٣٤١ (وشرح ما فيها من مصطلحات نصرانية) .

<<  <  ج: ص:  >  >>