سار، وقال فيه شعرا كثيرا.
قال الجريري: وقد رأيت عمرا أبيض الرأس واللحية.
ومن شعر مدرك فيه المزدوجة المشهورة وهي:
من عاشق ناء هواه داني ... ناطق دمع صامت اللسان
معذب بالصدّ والهجران ... موثق قلب مطلق اللسان
من غير ذنب كسبت يداه ... غير هوى نمّت به عيناه
شوقا إلى رؤية ما أشقاه ... كأنما عافاه من أضناه
يا ويحه من عاشق ما يلقى ... من أدمع منهلّة ما ترقا
ناطقة وما أجادت نطقا ... تخبر عن حبّ له استرقا
لم يبق منه غير طرف يبكي ... بأدمع مثل نظام السلك
تطفئها نار الهوى وتذكي ... كأنها قطر السماء تحكي
إلى غزال من بني النصارى ... عذار خديه سبى العذارى
وغادر الأسد به حيارى ... في ربقة الحبّ له أسارى
رئم بدار الروم رام قتلي ... بمقلة كحلاء لا من كحل
وطرّة بها استطار عقلي ... وحسن وجه وقبيح فعل
رئم به أيّ هزبر لم يصد ... يقتل باللحظ ولا يخشى القود
متى يقل ها قالت الالحاظ قد ... كأنها ناسوته حين اتحد
ما أبصر الناس جميعا بدرا ... ولا رأوا شمسا وغصنا نضرا
أحسن من عمرو فديت عمرا ... ظبي بعينيه سقاني خمرا
ها أنا ذا بقدّه مقدود ... والدمع في خدي له أخدود
ما ضرّ من فقري به موجود ... لو لم يقبّح فعله الصدود