فقال المنصور: والله لقد أحسنت، ولكن هذا لا يساوي عشرين ألف درهم، فأين المال؟ قلت: هو هذا، فقال: يا ربيع امض معه فأعطه أربعة آلاف درهم وخذ الباقي، قال المؤمل: فوزن لي الربيع من المال أربعة آلاف درهم وأخذ الباقي، فلما ولي المهدي الخلافة رفعت إليه رقعة، فلما قرأها ضحك وأمر بردّ العشرين ألف درهم إليّ فردّت فأخذتها وانصرفت.
وأنشد نفطويه للمؤمل بن أميل:
لا تغضبنّ على قوم تحبهم ... فليس منك عليهم ينفع الغضب
ولا تخاصمهم يوما وإن ظلموا ... إن الولاة إذا ما خوصموا غلبوا
يا جائرين علينا في حكومتهم ... والجور أقبح ما يؤتى ويرتكب
لسنا إلى غيركم منكم نفرّ إذا ... جرتم ولكن إليكم منكم الهرب
وقال:
وكم من لئيم ودّ اني شتمته ... وإن كان شتمي فيه صاب وعلقم
وللكفّ عن شتم اللئيم تكرما ... أضرّ له من شتمه حين يشتم
مات المؤمل بن أميل في حدود تسعين ومائة.
[[١١٦٩] موهوب بن أحمد بن الحسن بن الخضر الجواليقي]
البغدادي: كان من كبار أهل اللغة إماما في فنون الأدب ثقة صدوقا، أخذ الأدب عن أبي زكريا يحيى الخطيب التبريزي ولازمه، وسمع الحديث من أبي القاسم ابن اليسري وأبي طاهر ابن أبي الصقر، وروى عنه الكندي وأبو الفرج ابن الجوزي، وأخذ عنه أبو البركات
[١١٦٩] ترجمة ابن الجواليقي في الأنساب ٣: ٣٣٧ (واللباب ١: ٣٠١) ونزهة الألباء: ٢٧٧ والمنتظم ١٠: ١١٨ والكامل لابن الأثير ١١: ١٠٦ وانباه الرواة ٣: ٣٣٥ وابن خلكان ٥: ٣٤٢ وتذكرة الحفاظ: ١٢٨٦ وعبر الذهبي ٤: ١١٠ وسير الذهبي ٢٠: ٨٩ والمستفاد من ذيل تاريخ بغداد: ٢٣٦ ومرآة الجنان ٣: ٢٧١ والبداية والنهاية ١٢: ٢٢٠ وذيل طبقات الحنابلة ١: ٢٠٤ والنجوم الزاهرة ٥: ٢٧٧ وبغية الوعاة ٢: ٣٠٨ والشذرات ٤: ١٢٧ وإشارة التعيين: ٣٥٧.