[محمد بن أحمد بن محمد بن أشرس أبو الفتح النحوي اللغوي]
: أديب فاضل شاعر من أهل نيسابور، كان من تلاميذ أبي بكر محمد بن العباس الخوارزمي بنيسابور، وقدم بغداد فلقي بها جماعة من أصحاب أبي علي الفارسي كالربعي علي بن عيسى وأبي الحسن السمسمي وغيرهما، ذكره الباخرزي في كتابه فقال:
حدثني القاضي أبو جعفر البحاثي «١» قال، حدثني الحاكم أبو سعد ابن دوست قال:
كان أبو الفتح ابن أشرس من ناحية الرخّ «٢» ، وكان يؤدب بنيسابور ويختلف إلى أبي بكر الخوارزمي، فلما نزف ما عنده ارتحل إلى مدينة السلام. قال: فرأيت كتابا بخطّ يده، وقد كتب به إلى بعض أصدقائه، وذكر في أثنائه أن ليس اليوم بخراسان من يقوم باختيار «٣»«فصيح الكلام» لثعلب و «ألفاظ الكتبة» لعبد الرحمن بن عيسى. قال أبو سعد: وكان الخوارزمي يومئذ حيا يرزق، والألسنة بفضله تطلق، وهذان الكتابان من زغب فراخ الكتب، وأنكر معرفة أهل خراسان بهما، فما ظنّك بالقشاعم اللقمانية من أمهاتها؟! وأنشدني القاضي أبو جعفر، قال أنشدني الحاكم أبو سعد، قال أنشدني ابن الأشرس لنفسه في أبي الحسن الأهوازي يهجوه:
يا عجبا لشيخنا الأهوازي ... يزهى علينا وهو في هوّاز
قال الحاكم أبو سعد وأنشدني أيضا لنفسه:
كأنما الأغصان لما علا ... فروعها قطر الندى قطرا «٤»
ولاحت الشمس عليها ضحى ... زبرجد قد أثمر الدرّا
نقد الحاكم أبو سعد على بيته فقال قوله:«قد أثمر الدر» لا يستقيم في النحو لأنه لا يقال أثمرت النخلة الثمر، وإنما يقال أثمرت ثمرا بغير الألف واللام.
(٩٧٧) - ترجمة ابن أشرس في الوافي ٢: ١١٧ وبغية الوعاة ١: ٤١ ودمية القصر ٣: ١٥٠٢ وإنباه الرواة ٤: ١٤٨- ١٥١.