للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

ثمان وثلاثين وخمسمائة. ومات رحمه الله يوم الأحد بعد صلاة العصر الثامن والعشرين من جمادى الآخرة سنة تسعين وخمسمائة، ودفن في مقبرة البيساني بسارية مصر بعد أن أضر.

أخذ القراءة عن الشيخين الإمامين أبي الحسن علي بن هذيل وأبي عبد الله محمد بن أبي العاص النفري «١» .

قال الشيخ الإمام علم الدين أبو الحسن علي بن محمد السخاوي تلميذه وشارح قصيدته، وقد وصف دينه وورعه وصلاحه، ثم قال: وذكرت له يوما جامع مصر وقلت له: قد قيل إن الأذان يسمع فيه من غير المؤذنين ولا يدرى ما هو، فقال: قد سمعته مرارا لا أحصيها عند الزوال.

وقال لي يوما: جرت بيني وبين الشيطان مخاطبة فقال: فعلت كذا فسأهلكك، فقلت له: والله ما أبالي بك.

وقال لي يوما: كنت في طريق وتخلّف عني من كان معي وأنا على الدابة وأقبل اثنان فسبّني أحدهما سبّا قبيحا، فأقبلت على الاستعاذة، وبقي كذلك ما شاء الله، ثم قال له الآخر: دعه. وفي تلك الحال لحقني من كان معي فأخبرته بذلك فطلب يمينا وشمالا فلم يجد أحدا.

وكان رحمه الله يعذل أصحابه في السرّ على أشياء لا يعلمها منهم إلا الله عزوجل، وكان يجلس إليه من لا يعرفه فلا يرتاب به أنه يبصر لأنه لذكائه، لا يظهر منه ما يظهر من الأعمى في حركاته.

[٩٠٨]

[القاسم بن القاسم بن عمر بن منصور الواسطي]

أبو محمد: مولده بواسط العراق في سنة خمسين وخمسمائة في ذي الحجة، ومات بحلب في يوم الخميس


(٩٠٨) - ترجمته في إنباه الرواة ٣: ٣١ وابن الشعار ٥: ٥٧٣ والوافي للصفدي (خ) والفوات ٣: ١٩٢ وبغية الوعاة ٢: ٢٦٠.

<<  <  ج: ص:  >  >>