فاش، أحلام كالقسي، إن سكتوا فبغير حلم، وإن نطقوا فبغير علم. وأما بنو مخزوم فمعزى مطيرة، أصابتها قشعريرة، إلا بني المغيرة فإن فيهم تشادق الكلام، ومصاهرة الكرام. وأما بنو تيم فكثير عددهم، غير ظاهر جلدهم، وهم عبيد من سادهم، ولا يزال فيهم قائد يقتادهم. وأما بنو جمح فأهل خفّة وصلف، ما خلا بني خلف. وأما بنو سهم فأهل عزّ في الحرم، ليس لهم في سواها موضع قدم. وأما بنو عامر بن لؤي فيقودون الخيول، ويدركون الذحول، وليست لهم عقول. وأما بنو عدي فأهل لؤم أعراق، ودقة أخلاق، إن استغنوا شحوا، وإن افتقروا ألحّوا. فقال له معاوية: لقد حملت أضغان قريش. فقال: يا أمير المؤمنين، إني لا أستطيع أن أتقرّب إليك بفساد ما أعلم، وهذا علمي بقومك، فإن كان غير هذا فهات علمك بهم حتى آخذ به. قال معاوية: يا أخا بكر بن وائل، إني ألبس قريشا على أخلاقها، وأزوي عن مشاربها. فلما خرج دغفل نظر معاوية إلى وجوه من عنده من قريش على وجه الشماتة وقال: يا معشر قريش إنه عابكم جهده، وقال:
لعمر أبيكم فلا تكذبوا ... لقد عابكم جهده دغفل
ونحن أناس على ما بنا ... لآخرنا الأوّل الأوّل
فإن يك حقا كما قاله ... فما غاب من عاركم أطول
فإن كان كذبا فعلامة ... دعاه إليه هوى أميل
ألا إنه أعلم الآخرين ... وكلّ مقال له يحمل
وفي رواية أخرى تختلف، فقال القوم: ما عاب سواك، إنك استمعت وهو يذكر بني عبد شمس فلم تبال بما قال في أحياء قريش.
- ٤٧٧-
[دعوان بن علي بن حماد بن صدقة الجبائي،]
أبو محمد الضرير المقرىء:
كان من أعيان القراء ببغداد متميزا بالقراءة بصيرا بالعربية حسن الطريقة والسمت. قرأ
[٤٧٧]- ترجمة دعوان في المنتظم ١٠: ١٢٧ وطبقات ابن الجزري ١: ٢٨٠ وذيل ابن رجب ١: ٢١٢ والوافي ١٤: ١٨.