ولعلّ الشيخ أبا محمد يقوم من الاعتذار بما قعد عنه القلم والبيان فنعم رائد الفضل هو، والسلام:
(وجاء الجواب من أبي علي) :
وإذا الواشي أتى يسعى بها ... نفع الواشي بما جاء يضرّ
فهمت خطاب الشيخ الفاضل الأديب البارع الذي لو قلت إنه السحر الحلال والعذب الزلال لنقصته حظه، ولم أوفّه حقه. أما البلاغات «١» التي أومأ إليها فوالله ما أذنت لها ولا أذنت فيها، وما أذهبني عن هذه الطريقة وأبعدني عنها، وقد نزه الله لسانه عن الفحشاء وسمعي عن الإصغاء، وما يتخذ العدو بينهما مجالا؛ وأما الأبيات فقد تكلفت الجواب عنها لا مساجلة له، ولكن لأبلغ المجهود في قضاء حقه:
يا بارعا في الأدب المجتنى ... منه ضروب الثمر الطيب
لو قلت إنّ البحر مستغرق ... في بحرك الفياض لم أكذب
أحمدتني الشعر وأعتبتني ... فيه ولم أذمم ولم أعتب
والعذر يمحو ذنب فعّاله ... فكيف يمحوه ولم يذنب
أنا الذي آتيك مستغفرا ... من زلة لم تك من مذهبي
وأنت لا تمنع مستوهبا ... مالا فهب ذنبا لمستوهب
قال أبو حيان في «كتاب الوزيرين»«٢» : فإن ابن العميد اتخذه خازنا لكتبه، وأراد أيضا أن يقدح ابنه به، ولم يكن من الصنائع المقصودة، والمهمات اللازمة، وكان يحتمل ذلك لبعض العزازة بظله والتظاهر بجاهه.
نسخة وصية أبي علي مسكويه «٣»
: بسم الله الرحمن الرحيم، هذا ما عاهد عليه أحمد بن محمد، وهو يومئذ آمن