للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

بيضاء تسحب من قيام فرعها ... وتغيب فيه وهو جعد أسحم

فكانّها منه نهار مشرق ... وكأنه ليل عليها مظلم

قال: خذ بيدها، لجارية كانت على رأسه، فأولدها مطير بن الحسين بن مطير.

وقال الرياشي حدثني أبو العالية عن أبي عمران المخزومي قال [١] : أتيت مع أبي واليا كان بالمدينة من قريش وعنده ابن مطير، وإذا بمطر جود فقال له الوالي:

صف لي هذا المطر، قال: دعني أشرف عليه، فأشرف عليه ثم نزل فقال [٢] :

كثرت لكثرة قطره أطباؤه ... فإذا تحلّب فاضت الأطباء

وله رباب هيدب لذفيفه ... قبل التبعّق ديمة وطفاء [٣]

وكأن ريّقه ولمّا يحتفل ... ودق السماء عجاجة كدراء [٤]

وكأن بارقه حريق تلتقي ... ريح عليه وعرفج وألاء [٥]

مستضحك بلوامع مستعبر ... بمدامع لم تمرها الأقذاء

فله بلا حزن ولا بمسرّة ... ضحك يؤلف بينه وبكاء

حيران متّبع صباه تقوده ... وجنوبه كنف له ووعاء

غدق ينتّج في الأباطح فرّقا ... تلد السيول وما لها أسلاء [٦]

غرّ محجلة دوالح ضمّنت ... حمل اللقاح وكلّها عذراء [٧]

سحم فهنّ إذا كظمن سواجم ... سود وهنّ إذا ضحكن وضاء


[١] الأغاني ١٥: ٣٣٧.
[٢] الأبيات في الشعر والشعراء: ٣٤ والأزمنة والأمكنة ٢: ٩٨ وانظر الديوان: ٢٧- ٣٠.
[٣] الرباب: السحاب، الهيدب: المتدلي، التبعق: اندفاع المطر، الوطفاء: الديمة المسحّ الحثيثة.
[٤] الريق: أول دفقة من المطر؛ الودق: المطر.
[٥] العرفج والألاء: نوعان من الشجر.
[٦] ينتج: يولد؛ فرّقا: سحبا متفرقة؛ الأسلاء: جمع سلا وهو الجلد الذي يغشي الولد حين يخرج من بطن أمه.
[٧] الدوالح: جمع دلوح وهي السحابة البطيئة لأنها مثقلة بالماء.

<<  <  ج: ص:  >  >>