زيد بن درهم القاضي: حدث أبو القاسم التنوخي قال حدثني أبو الحسين بن عياش القاضي قال: لما قلّد المقتدر أبا الحسين ابن أبي عمر القاضي المدينة رئاسة في حياة أبيه أبي عمر خلع عليه، واجتمع الخلق من الأشراف والقضاة والشهود والجند والتجار وغيرهم على باب الخليفة، حتى خرج أبو الحسين وعليه الخلع، فساروا معه، قال: وكنت فيهم للصهر الذي كان بينه وبينهم ولأنه كان أحد شهودهم، فصار عمي وأنا معه في أخريات الناس والموكب خوفا من الزحام، ومعنا شيخ أسنّ أسماه أبو الحسين وأنسيته أنا، فكنا لا نجتاز بموضع إلا سمعنا ثلب الناس لأبي الحسين وتعجبهم من تقلده رئاسة، فقال عمي للشيخ: يا أبا فلان أما ترى كثرة تعجّب الناس من تقلّد هذا الصبي مع فضله ونفاسته وعلمه وجلالة سلفه؟! فقال: يا أبا محمد لا تعجب من هذا، فلعهدي وقد ركبت مع أبي عمر يوم خلع عليه بالحضرة، وقد اجتزنا بالناس- وهم معجبون من تقلده- أضعاف هذا العجب، حتى خفنا أن يثبوا علينا، وهذا أبو عمر الآن وقدره في الفضل والنبل [معروف] ، ولكن الناس يسرعون إلى العجب مما لم يألفوه.
وله من التصانيف: كتاب غريب الحديث كبير لم يتم. كتاب الفرج بعد الشدة لطيف وهو مما أحسب أول من صنف في ذلك «١» .
حدث ابن نصر والخطيب عن أبي الطيب ابن زنجي المؤدب قال: كان بين أبي أحمد ابن ورقاء وبين القاضي أبي عمر وولده أبي الحسين مودة وكيدة، فعنّ لأبي أحمد سفرة لم يودع فيها القاضيين، فلما عاد من سفرته لم يقصداه ولم يعرفا خبره، فكتب إليهما:
أأستجفي أبا عمر وأشكو ... أم استجفي فتاه أبا الحسين