للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

لخير، قال: فهان والله في عيني حتى جلست واحتبيت في مجلسه، فقال لي:

تحتبي في مجلسي؟! يا غلام حلّ حبوته، قال قلت: لا عدمت تقويم الأمير، قال:

بعثت إليك لأولّيك القضاء، قلت: لا أفعل، قال: إن أبيت ضربتك خمسة وسابعين سوطا. قال قلت: لا يجيء من بعد إلا سابعين، قال قلت: وإن لم أفعل فعلت؟

قال: نعم، قال قلت، فذا إليّ.

وحدث الهيثم بن عدي قال: استقضى المنصور على الكوفة بعد عبد الرحمن بن أبي ليلى شريك بن عبد الله النخعي فلم يزل قاضيا حتى كانت خلافة الرشيد فاستقضى نوح بن دراج.

وحدث المرزباني عن علي بن صالح عن القاسم بن معن قال: عدت خشافا في مرضه الذي مات فيه فقال لي: يا أبا عبد الله ما أشوقني إليك، ولو كان لي نهوض خرجت إليك، ولولا أن بيتي قد آلى فأكرس لأحببت أن تدخله (يريد بالموالاة البعر بعر الشاء، وأكرس من الكرس وهو السرجين، قال العجاج:

يا صاح هل تعرف رسما مكرسا

) وكان خشاف من علماء أهل الكوفة باللغة. وحدث عن سليمان بن أبي شيخ قال، قال ابن حبيبات الكوفي للقاسم بن معن المسعودي القاضي «١» :

يا أيها العادل الموفّق وال ... قاسم بين الأرامل الصّدقه

ماذا ترى في عجائز رزح ... أمسين يشكون قلة النفقه

ما إن لهنّ الغداة من نشب ... يعرف الا قطيفة خلقه

بنات تسعين قد خرفن فما ... يفصلن بين الشواء والمرقه

فهنّ لولا انتظارهن دنا ... نيرك قطّعن بعد في السرقه

قال فقال القاسم: العجب أنه يوجب علينا دنانير ولا يوجب دراهم، قال:

وأعطاه ثلاثة دنانير.

<<  <  ج: ص:  >  >>