للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

البصرة في عصره ومرجع الأدباء والنحويين في المشكلات. كانت حلقته مجمع فصحاء الأعراب وأهل العلم والأدب، سمع من العرب كما سمع من قبله، وأخذ الأدب عن أبي عمرو بن العلاء، وأخذ عنه سيبويه وروى عنه في كتابه، وأخذ عنه أيضا أبو الحسن الكسائي وأبو زكريا الفراء وأبو عبيدة معمر بن المثنى وخلف الأحمر وأبو زيد الأنصاري وغيرهم من الأئمة. وكان له في العربية مذاهب وأقيسة يتفرد بها.

قال أبو عبيدة: اختلفت إلى يونس أربعين سنة أملأ كلّ يوم ألواحي من حفظه.

وقال أبو زيد الانصاري: جلست إلى يونس بن حبيب عشر سنين وجلس إليه قبلي خلف الأحمر عشرين سنة.

وكان يونس عالما بالشعر نافذ البصر في تمييز جيده من رديئه، عارفا بطبقات شعراء العرب، حافظا لأشعارهم، يرجع إليه في ذلك كله.

حدث محمد بن سلام قال: سألت يونس النحوي عن أشعر الناس فقال: لا أومىء إلى رجل بعينه ولكني أقول امرؤ القيس إذا غضب، والنابغة إذا رهب، وزهير إذا رغب، والأعشى إذا طرب.

وكان يونس يفضل الأخطل على جرير والفرزدق وقد انفرد بذلك. قال أبو عبيدة، سئل يونس النحوي عن جرير والفرزدق والأخطل أيهم أشعر فقال: أجمعت العلماء على الأخطل، قال أبو عبيدة: فقلت لرجل إلى جنبه، سله ومن هؤلاء العلماء؟ فسأله فقال: من شئت، ابن أبي اسحاق وأبو عمرو بن العلاء وعيسى بن عمر الثقفي وعنبسة الفيل وميمون الأقرن هؤلاء طرّقوا الكلام وماثوه لا كمن تحكون عنه لا بدويين ولا نحويين، فقلت للرجل: سله فبأيّ شيء فضّل عليهم؟ قال: بأنه كان أكثرهم عدد قصائد طوال جياد ليس فيها فحش ولا سقط.

ومن نقد يونس للشعر ما حكاه الأصمعي قال: جاء مروان بن أبي حفصة الشاعر إلى حلقة يونس فسلم ثم قال: أيكم يونس؟ فأومأنا إليه، فقال له: أصلحك الله،


الرواة ٤: ٦٨ وابن خلكان ٧: ٢٤٤ وسير الذهبي ٨: ١٧١ ومرآة الجنان ١: ٣٨٨ والبداية والنهاية ١٠: ١٨٤ والنجوم الزاهرة ٢: ١١٣ وتهذيب التهذيب ٥: ٣٤٦ وبغية الوعاة: ٤٢٦ والشذرات ١: ٣٠١ واشارة التعيين: ٣٩٦.

<<  <  ج: ص:  >  >>