وإن أنا زاحمت حتى أموت ... دخلت وقد زهقت مهجتي
فيرفعني الناس عند الوصول ... إليهم وقد سقطت عمتي
وإن نهضوا بعد للإنصراف ... أسرعت في إثرهم نهضتي
وإن قدّموا خيلهم للركوب ... خرجت فقدمت لي ركبتي
وفي جمل الناس غلمانهم ... وليس سوائي في جملتي
ولا لي غلام فأدعو به ... سوى من أبوه أخو عمّتي
وكنت مليحا أروق العيون ... قبلا فقد قبحت خلقتي
وقوّسني الهمّ حتى انطويت ... فصرت كأني أبو جدّتي
وكان المزيّن فيما مضى ... تكسّر أمشاطه طرتي
وكنت برأس كلون الغداف ... فقد صرت أصلع من فيشتي
ويا ربّ بيضاء رود الشباب ... كانت تحنّ إلى وصلتي
فصارت تصدّ إذا أبصرت ... مشيبي وتغضب من صلعتي
على أنني قلت يوما لها ... وقد أمضت العزم في هجرتي
دعي عنك ما فوقه عمّتي ... فإن جمالي ورا تكّتي
هنا لك شيء يسرّ العيون ... طويل عريض على دقّتي
وقال [١] :
ويحكم يا كهول أو يا شيوخ ال ... فسق أو يا معاشر الفتيان
اشربوها حمراء مما اقتناها ... آل دير القابون للقربان
بكؤوس كأنها ورق النس ... رين فيها شقائق النعمان
اشربوها وكلّ إثم عليكم ... إن شربتم بالرطل في ميزان
في ليال لو أنها دفعتني ... وسط ظهري وقعت في رمضان
[١] الوافي ١٢: ٣٣٧.