للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

لعمري لقد شدّت عرى الدّين بيعة ... أعزّ بها الرحمن كلّ موحد

هنتك أمير المؤمنين خلافة ... جمعت بها أهواء أمة أحمد

فأظهر إكرامه والسرور به وقال له: إن في بقائك بهاء للملك، وقد ضعفت عن الحركة فكاتبني بحاجاتك ولا تحمل على نفسك بكثرة الحركة، ووصله بثلاثة آلاف دينار ليقضي بها دينا بلغه أنه عليه.

وقال في المنتصر أيضا وهو آخر شعر قاله [١] :

ألا ليت شعري أبدر بدا ... نهارا أم الملك المنتصر

إمام تضمّن أثوابه ... على سرجه قمرا من بشر

حمى الله دولة سلطانه ... بجند القضاء وجند القدر

فلا زال ما بقيت مدة ... يروح بها الدهر أو يبتكر

واصطبح عند عبد الله بن العباس بن الفضل وخادم له قائم بين يديه يسقيه، فقال عبد الله: يا أبا عليّ قد استحسنت سقي هذا الخادم، فإن حضرك شيء في هذا فقل، فقال [٢] :

أحيت صبوحي فكاهة اللاهي ... وطاب يومي بقرب أشباهي

فآثر اللهو في مكامنه ... من قبل يوم منغّص ناه

بابنة كرم من كفّ منتطق ... مؤتزر بالمجون تياه

يسقيك من طرفه ومن يده ... سقي لطيف مجرّب داه

طاسا وكأسا كأنّ شاربها ... حيران بين الذّكور والساهي

وذكر الصولي في «نوادره» قال: حدثني عليّ بن محمد بن نصر، قال حدثني خالي أحمد بن حمدون، قال قال الحسين بن الضحاك من أبيات وقد عمّر [٣] :

أما في ثمانين وفّيتها ... عذير وإن أنا لم أعتذر


[١] الأغاني ٩: وأشعار الخليع: ٥١.
[٢] الأغاني ٧: ١٥٧، ١٨٦، ٢١١، ٢١٦ وأشعاره: ١٢٢.
[٣] الأغاني ٧: ٢١٩ وابن خلكان ٢: ١٦٦ وأشعاره: ٥٢.

<<  <  ج: ص:  >  >>