للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

فإن الصّبا ريح إذا ما تنفست ... على كبد حرّاء قلّت همومها

وقال [١] :

ليكفكم ما فيكم من جوى نلقى ... فمهلا بنا مهلا ورفقا بنا رفقا

وحرمة وجدي لا سلوت هواكم ... ولا رمت منه لا فكاكا ولا عتقا

سأزجر قلبا رام في الحبّ سلوة ... وأهجره إن لم يمت بكم عشقا

صحبت الهوى يا صاح حتى ألفته ... فأضناه لي أشفى وأفناه لي أبقى

فلا الصبر موجود ولا الشوق بارح ... ولا أدمعي تطفي لهيبي ولا ترقا

أخاف إذا ما الليل أرخى سدوله ... على كبدي حرقا ومن مقلتي غرقا

أيجمل أن أجزى عن الوصل بالجفا ... فينعم طرفي والفؤاد بكم يشقى

أحظي هذا أم كذا كلّ عاشق ... يموت ولا يحيا ويظما فلا يسقى

سل الدهر علّ الدهر يجمع شملنا ... فلم أر ذا حال على حاله يبقى

وقال:

إذا كان دوني من بليت بجهله ... أبيت لنفسي أن أقابل بالجهل

وإن كنت أدنى منه في الحلم والحجى ... عرفت له حقّ التقدم والفضل

وإن كان مثلي في الفطانة والحجى ... أردت لنفسي أن أجلّ عن المثل

وقال [٢] :

وفي اليأس إحدى الراحتين لذي الهوى ... على أن إحدى الراحتين عذاب

أعفّ وبي وجد وأسلو وبي جوى ... ولو ذاب مني أعظم وإهاب

وآنف أن تصطاد قلبي كاعب ... بلحظ وأن يروي صداي رضاب

فلا تنكروا عزّ الكريم على الأذى ... فحين تجوع الضاريات تهاب


[١] عيون الأنباء ١: ٢٥١.
[٢] عيون الأنباء ١: ٢٥٢.

<<  <  ج: ص:  >  >>