للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

ولا أهاب الصفاح البيض تسعدني ... باللمح من خلل الاستار والكلل [١]

ولا أخلّ بغزلان تغازلني [٢] ... ولو دهتني أسود الغيل بالغيل

حبّ السلامة يثني همّ صاحبه [٣] ... عن المعالي ويغري [٤] المرء بالكسل

فإن جنحت إليه فاتخذ نفقا ... في الأرض أو سلما في الجوّ فاعتزل

ودع غمار العلا للمقدمين على ... ركوبها واقتنع منهنّ بالبلل

رضا الذليل بخفض العيش مسكنة ... والعزّ تحت رسيم الأينق الذلل

فادرأ بها في نحور البيد جافلة ... معارضات مثاني اللجم بالجدل

إن العلا حدثتني وهي صادقة ... فيما تحدث أنّ العزّ في النقل

لو أنّ في شرف المأوى بلوغ منى ... لم تبرح الشمس يوما دارة الحمل

أهبت بالحظّ لو ناديت مستمعا ... والحظ عني بالجهّال في شغل

لعلّه إن بدا فضلي ونقصهم ... لعينه نام عنهم أو تنبّه لي

أعلّل النفس بالآمال أرقبها ... ما أضيق العيش لولا فسحة الأمل

لم أرض بالعيش والأيام مقبلة ... فكيف أرضى وقد ولّت على عجل

غالى بنفسي عرفاني بقيمتها ... فصنتها عن رخيص القدر مبتذل

وعادة النصل أن يزهى بجوهره ... وليس يعمل إلا في يدي بطل

ما كنت أوثر أن يمتدّ بي زمني ... حتى أرى دولة الأوغاد والسفل

تقدمتني أناس كان شوطهم ... وراء خطوي لو أمشي على مهل

هذا جزاء امرىء أقرانه درجوا ... من قبله فتمنّى فسحة الأجل

وإن علاني من دوني فلا عجب ... لي أسوة بانحطاط الشمس عن زحل

فاصبر لها غير محتال ولا ضجر ... في حادث الدهر ما يغني عن الحيل


[١] في أصل المختصر: باللمح من صفحات البيض في الكلل.
[٢] ر: أغازلها.
[٣] ر: صاحبها.
[٤] ر: ويرضي.

<<  <  ج: ص:  >  >>