حاط العباد وبات يسهر عينه ... وعيون سكّان البلاد نيام
قصر الإمام أبي تميم كعبة ... ويمينه ركن لها ومقام
لولا بنو الزهراء ما عرف التقى ... فينا ولا تبع الهدى الأقوام
يا آل أحمد ثبّتت أقدامكم ... وتزلزلت بعداكم الأقدام
لستم وغيركم سواء، أنتم ... للدين أرواح، وهم أجسام
يا آل طه حبكم وولاؤكم ... فرض وإن عذل اللحاة ولاموا
وهي طويلة.
ثم مدحه سنة خمسين وأربعمائة فوعده بالإمارة وأنجز له وعده سنة إحدى وخمسين فتسلم سجلّ الإمارة من بين يدي الخليفة في ربيع الآخر من السنة، فمدحه بقصيدة منها [١] :
أما الامام فقد وفى بمقاله ... صلّى الإله على الامام وآله
لذنا بجانبه فعمّ بفضله ... وببذله وبصفوه وجماله
لا خلق أكرم من معدّ شيمة ... محمودة في قوله وفعاله
فاقصد أمير المؤمنين فما ترى ... بؤسا وأنت مظلّل بظلاله
زاد الامام على البحور بفضله ... وعلى البدور بحسنه وجماله
وعلا سرير الملك من آل الهدى ... من لا تمرّ الفاحشات بباله
النصر والتأييد في أعلامه ... ومكارم الأخلاق في سرباله
مستنصر بالله ضاق زمانه ... عن شبهه ونظيره ومثاله
وكان الذي سعى في تأميره وكتب له سجلّ الامارة أبو علي صدقة بن إسماعيل بن فهد الكاتب، فمدحه الأمير أبو الفتح بقصيدة منها:
قد كان صبري عيل في طلب العلا ... حتى استندت إلى ابن إسماعيلا
فظفرت بالخطر الجليل ولم يزل ... يحوي الجليل من استعان جليلا
[١] الأبيات أيضا في تاريخ ابن الوردي وفي ملحقات الديوان.