عنه الحافظ أبو القاسم ابن عساكر. وكان حسن المعرفة بصنوف الآداب فاضلا، وله مصنفات حسان في القراءات وغيرها، وله ديوان شعر جيد.
وهو من بيت الوزارة فإن جدّه القاسم بن عبيد الله كان وزير المعتضد والمكتفي بعده، وعبيد الله بن القاسم كان وزير المعتضد أيضا قبل ابنه القاسم. وكان بين البارع وابن الهبارية الأديب الشاعر مداعبات، فإنهما كانا رفيقين منذ نشآ. وأضرّ البارع في آخر حياته.
وسمع منه الحافظ أبو الفرج ابن الجوزي وأبو عبد الله الحسين بن علي بن مهجل الضرير الباقدرائي، وقرأ عليه بالروايات أبو جعفر عبد الله بن أحمد بن جعفر الواسطي المقرىء الضرير وغيره. وكان مولده سنة ثلاث وأربعين وأربعمائة ببغداد وتوفي صبيحة يوم الثلاثاء سابع عشر جمادى الآخرة سنة أربع وعشرين وخمسمائة.
ومن شعره:
لم لا أهيم إلى الرياض وحسنها ... وأظلّ منها تحت ظلّ ضافي
والزهر حيّاني بثغر باسم ... والماء وافاني بقلب صافي
وقال:
يوم من الزمهرير مقرور ... عليه ثوب الضباب مزرور
كأنما حشو جوّه إبر ... وأرضه فرشها قوارير
وشمسه حرّة مخدّرة ... ليس لها من ضبابه نور
ومن شعره [١] :
يا بأبي الريم الذي زارني ... كالبدر يجلوه القبا الأسود