للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

ابن أخت حميد الطويل شيخ أهل البصرة في الحديث والعربية والفقه وأخذ النحو عن الخليل، وكان الخليل يجلس صحبة حماد بن زيد وجرير بن حازم وحماد بن سلمة، وكان حماد بن زيد إذا أخذ نعله للقيام قال القوم: قد ضرب بالطبل، فلا يجلسون.

وحماد بن سلمة كان السبب في اشتغال سيبويه بالنحو وذلك أن سيبويه كان في أول أمره يطلب الحديث- أخذ عنه يونس بن حبيب النحوي، وسئل أيما أسنّ أنت أو حماد فقال: حماد أسنّ مني ومنه تعلمت العربية. فكان سيبويه يستملي على حماد فقال حماد: قال رسول الله صلّى الله عليه وسلم: «ما من أحد من أصحابي إلا من لو شئت لأخذت عنه علما ليس أبا الدرداء» فقال سيبويه: ليس أبو الدرداء، فقال له حماد: لحنت يا سيبويه، ليس أبا الدرداء، فقال: لا جرم لأطلبنّ علما لا تلحنني فيه أبدا، فطلب النحو ولزم الخليل بن أحمد حتى بلغ منه ما بلغ. وجاء سيبويه الى حماد بن سلمة فقال له: أحدثك هشام بن عروة عن أبيه في رجل رعف في الصلاة، فقال: أخطأت إنما هو رعف، فانصرف إلى الخليل بن أحمد فشكا إليه ما لقيه من حماد فقال:

صدق حماد، ألمثل حماد يقال هذا؟

وكان يقول من يطلب الحديث ولا يعرف النحو مثل الحمار عليه مخلاة ليس فيها شعير.

قال موسى بن اسماعيل المنقري قلت: لحماد بن سلمة أطال الله بقاءك، فقال: مه، هذه تحية الشباب، ما أصنع بالبقاء يجيئني ويجيئني الدجال.

وقال: كنا إذا صرنا إلى حماد قبل أيدينا وقربنا ويقول: بأبي أنتم إذا غبتم عني فإنما أنا صبي ألعب مع الصبيان فإذا رأيتكم أحيا برؤيتكم.

حضر الأصمعي مجلسه فأدناه ورحب به ثم قال: كيف تنشد هذا البيت:

أولئك قوم إن بنوا أحسنوا البنا ... وإن عاهدوا أوفوا وان عقدوا شدوا


وطبقات الزبيدي: ٥١ وحلية الأولياء ٦: ٢٤٩ ونزهة الألباء: ٢٦ وإنباه الرواة ١: ٣٢٩ وسير الذهبي ٧: ٤٤٤ والعبر ١: ٢٤٨ وتذكرة الحفاظ ١: ٢٠٢ وميزان الاعتدال ١: ٥٩٠ وطبقات ابن الجزري ١: ٢٥٨ والوافي ١٣: ١٤٥ والبلغة: ٧٣ وتهذيب التهذيب ٣: ١١ وبغية الوعاة ١: ٥٤٨ والشذرات ١: ٢٦٢ وروضات الجنات ٣: ٢٤٩ والجواهر المضية ١: ٢٢٥ وقد دخلت الترجمة هنا تحشية من المختصر أخلّت بها المطبوعة م.

<<  <  ج: ص:  >  >>