للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

فإني امرؤ عوّدت نفسي عادة ... وكلّ امرىء جار على ما تعوّدا

أحين بدا في الرأس شيب وأقبلت ... إليّ بنو غيلان مثنى وموحدا

رجوت سقاطي واعتلالي ونبوتي ... وراءك عني طالقا وارحلي غدا

وقال [١] :

فلا يبعد الله الشباب وقولنا ... إذا ما صبونا صبوة سنتوب

ليالي سمع الغانيات وطرفها ... إليّ وإذ ريحي لهنّ جنوب [٢]

وقال [٣] :

لو لم يوكل بالفتى ... إلّا السلامة والنعم

وتناوباه لأوشكا ... أن يسلماه إلى الهرم

وقال [٤] :

وما هاج هذا الشوق إلّا حمامة ... دعت ساق حرّ مغرما فترنّما

بكت مثل ثكلى قد اصيب حميمها ... مخافة بين يترك الحبل أجذما

فلم أر مثلي شاقه صوت مثلها ... ولا عربيا شاقه صوت اعجما

وقال أيضا لما حظر عمر على الشعراء ذكر النساء [٦] :

تجرّم أهلوها لأن كنت مشعرا ... جنونا بها يا طول هذا التجرّم [٧]

وما لي من ذنب إليهم علمته ... سوى أنني قد قلت يا سرحة اسلمي

بلى فاسلمي ثم اسلمي ثمت اسلمي ... ثلاث تحيات وإن لم تكلّمي


[١] الديوان: ٥٢ من قصيدة طويلة (وتخريجها ص: ٦٠) .
[٢] تقول العرب للاثنين إذا كانا متصافيين: ريحهما جنوب.
[٣] الديوان: ١٣٤ عن معجم الأدباء.
[٤] الأبيات في الديوان: ٢٤، ٢٧ وانظر شرح شواهد الكشاف: ٢٩٢ ومعاني العسكري ١: ٣٣٦ والزهرة: ٢٤٥ وسرور النفس: ٩٥ والوحشيات: ١٩٣.
[٥] م: شوق حر مغرم؛ وساق حر: ذكر الحمام.
[٦] الديوان: ١٣٣.
[٧] تجرم: ادعوا جرما: مشعرا جنونا: خالطه الجنون.

<<  <  ج: ص:  >  >>