للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

شفيت ولم أترك لنفسي رزية ... وروّيت منهم منصلي وقناتي

أحاول نقل الشمس من مستقرها ... وأسمع أحجارا من الصّلدات

فمن عارف لم ينتفع ومعاند ... يميل مع الأهواء والشبهات

قصاراي منهم أن أموت بغصة ... تردّد بين الصدر واللهوات

كأنك بالأضلاع قد ضاق رحبها ... لما ضمّنت من شدّة الزفرات

ومما يختار من شعر دعبل قصيدته العينية التي رثى بها الحسين عليه السلام، قال [١] :

رأس ابن بنت محمد ووصيّه ... يا للرجال على قناة يرفع

والمسلمون بمنظر وبمسمع ... لا جازع من ذا ولا متخشع

أيقظت أجفانا وكنت لها كرى ... وأنمت عينا لم تكن بك تهجع

كحلت بمنظرك العيون عماية ... وأصم نعيك كلّ أذن تسمع

ما روضة إلا تمنت أنها ... لك مضجع ولخطّ قبرك موضع

ومن مختاراته أيضا قوله [٢] :

خليليّ ماذا أرتجي من غد امرىء ... طوى الكشح عني اليوم وهو مكين

وان امرءا قد ضنّ منه بمنطق ... يسدّ به فقر امرىء لضنين

ومن مختار شعره قوله [٣] :

أين الشباب وأية سلكا ... لا أين يطلب ضلّ بل هلكا

لا تعجبي يا سلم من رجل ... ضحك المشيب برأسه فبكى

يا ليت شعري كيف نومكما ... يا صاحبيّ إذا دمي سفكا

لا تأخذا بظلامتي أحدا ... قلبي وطرفي في دمي اشتركا

ولدعبل كتاب طبقات الشعراء. وديوان شعر. مات سنة ست وأربعين ومائتين.


[١] ديوان دعبل: ١٤١.
[٢] ديوانه: ٣٥٦ (وهما لوالد دعبل) .
[٣] ديوانه: ١٦٠.

<<  <  ج: ص:  >  >>