للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

الشيباني: وإنما لقب مسكينا لقوله [١] :

أنا مسكين لمن أنكرني ... ولمن يعرفني جدّ نطق

لا أبيع الناس عرضي إنني ... لو أبيع الناس عرضي لنفق

وقال ابن قتيبة: وسمي المسكين لقوله [٢] :

وسميت مسكينا وكانت لجاجة ... وإني لمسكين إلى الله راغب

وكان مسكين شاعرا مجيدا سيدا شريفا، وكان بينه وبين الفرزدق مهاجاة، فدخل بينهما شيوخ بني عبد الله وبني مجاشع فتكافّا، واتقاه الفرزدق خشية أن يستعين عليه بجرير، واتقى مسكين الفرزدق خوفا من أن يعينه عليه عبد الرحمن بن حسان.

وقال الفرزدق: نجوت من ثلاثة أشياء لا أخاف بعدها شيئا: نجوت من زياد حين طلبني، ونجوت من ابني رميلة وقد نذرا دمي وما فاتهما أحد طلباه، ونجوت من مهاجاة مسكين الدارمي لأنه لو هجاني اضطرني أن أهدم شطر حسبي لأنه من بحبوحة نسبي وأشراف عشيرتي، فكان جرير حينئذ ينتصف مني بيدي ولساني.

ومن مختارات شعر مسكين الدارمي قوله [٣] :

ولست إذا ما سرّني الدهر ضاحكا ... ولا خاشعا ما عشت من حادث الدهر

ولا جاعلا عرضي لمالي وقاية ... ولكن أقي عرضي فيحرزه وفري

أعفّ لدى عسري وأبدي تجملا ... ولا خير في من لا يعفّ لدى العسر

وإني لأستحيي إذا كنت معسرا ... صديقي وإخواني بأن يعلموا فقري

وأقطع إخواني وما حال عهدهم ... حياء وإعراضا وما بي من كبر

ضو من يفتقر يعلم مكان صديقه ... ومن يحي لا يعدم بلاء من الدهر

ومن مستحسن شعره [٤] :

أتّق الأحمق أن تصحبه ... إنما الأحمق كالثوب الخلق


[١] ديوان مسكين: ٥٦.
[٢] ديوانه: ٢٤.
[٣] ديوانه: ٤١.
[٤] ديوانه: ٥٥- ٥٦.

<<  <  ج: ص:  >  >>