للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

حيّا كان أو ميتا لا عجزا منهما عن قول الشعر ولكن كذا كان طبعهما؛ وكلام ابن النديم هذا فيه موافقة للسري الرفاء أو مجاراة له والله أعلم.

ثم قال ابن النديم: وقد عمل أبو عثمان شعره وشعر أخيه قبل موته، وله تصانيف منها حماسة شعر المحدثين وغير ذلك. توفي أبو عثمان سنة إحدى وسبعين وثلاثمائة، ومن شعره [١] :

يا قضيبا يميس تحت هلال ... وهلالا يرنو بعيني غزال

منك يا شمسنا تعلمت الشم ... س دنوّ السنا وبعد المنال

وقال [٢] :

هتف الصبح بالدجى فاسقنيها ... قهوة تترك الحليم سفيها

لست تدري لرقة وصفاء ... هي في كأسها أم الكاس فيها

وقال [٣] :

بغداد قد صار خيرها شرّا ... صيّرها الله مثل سامرّا

اطلب وفتش واحرص فلست ترى ... في أهلها حرة ولا حرا

وقال [٤] :

فهاتها كالعروس قانية ال ... خدين في معجر من الحبب

كادت تكون الهواء في أرج ال ... عنبر لو لم تكن من العنب

فلو ترى الكأس حين يمزجها ... رأيت شيئا من أعجب العجب

نار حواها الزجاج يلهبها ال ... ماء ودرّ يدور في لهب

وقال [٥] :

يا راقدا عاريا من ثوب أسقامي ... هب الرقاد لعين جفنها دامي

لا خلّص الله قلبي من يدي رشأ ... رؤيا رجائي له أضغاث أحلام


[١] اليتيمة ٢: ٢٠٢ والديوان: ١٤٦.
[٢] اليتيمة ٢: ٢٠٣ والفوات: ٥٤ والديوان: ١٥٠.
[٣] اليتيمة ٢: ٢٠٧ والديوان: ١٢٧.
[٤] اليتيمة ٢: ١٩٩ والديوان: ١١١.
[٥] الديوان: ١٤٨.

<<  <  ج: ص:  >  >>