للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

باجة- باجة الأندلس، وثم باجة أخرى بافريقية وأخرى بأصبهان. ولد أبو الوليد سنة ثلاث وأربعمائة، وأخذ بالأندلس عن أبي الاصبغ ومحمد بن إسماعيل وأبي محمد مكي بن حموش وأبي شاكر [١] وغيرهم، ورحل سنة ست وعشرين وأربعمائة إلى المشرق، فأقام في الحجاز مجاورا ثلاثة أعوام ملازما للحافظ أبي ذر المحدث يخدمه ويسمع منه، وحج أربع حجج، وسمع هناك من ابن سنجويه وابن محرز والمطوعي، ورحل إلى بغداد فأخذ فيها عن أبي الطيب الطبري وأبي إسحاق الشيرازي والدامغاني وابن عمروس، وأخذ عن الخطيب البغدادي وأخذ الخطيب عنه. ورحل إلى الشام فأخذ فيها عن السمسار، ودخل الموصل فأخذ بها علم الكلام عن السمناني، ثم رجع إلى الأندلس فحاز الرياسة فيها، وسمع منه خلق كثير منهم: الحافظان الصدفي والجياني، والمعافري والسبتي والمرسي وغيرهم، وولي القضاء بمواضع من الأندلس.

وله مصنفات منها: الاستيفاء شرح الموطأ. والمنتقى مختصر الاستيفاء.

والايماء مختصر المنتقى. والسراج في ترتيب الحجاج. والتعديل والتجريح لمن خرّج عنه البخاري في الصحيح. وإحكام الفصول في أحكام الأصول. والتسديد إلى معرفة التوحيد. والمعاني في شرح الموطأ، عشرون مجلدا. وكتاب اختلاف الموطآت.

وتفسير القرآن. والمقتبس من علم مالك بن أنس. والمهذب في اختصار المدونة.

وكتاب مسائل الخلاف. والحدود في الأصول. والاشارة في الأصول. وكتاب فرق الفقهاء. وكتاب الناسخ والمنسوخ. وكتاب السنن في الرقائق والزهد. وكتاب النصيحة لولده، وغير ذلك. مات بالمرية سنة أربع وتسعين وأربعمائة، ومن شعره [٢] :

ما طال عهدي بالديار وانما ... أنسى معاهدها أسى وتبلّد

لو كنت أنبأت الديار صبابتي ... رقّ الصفا بفنائها والجلمد

وله في المعتضد بالله عباد [٣] :


[١] أبو الأصبغ بن أبي درهم ومحمد بن إسماعيل بن فورتش وأبو محمد مكي بن أبي طالب المقرىء المشهور وأبو شاكر القبري خال الباجي.
[٢] الذخيرة ٢/١: ٩٩ ونفح الطيب.
[٣] الذخيرة ٢: ١٠٠ والنفح ٢: ٧٦.

<<  <  ج: ص:  >  >>