ثم التفت إلى الغلام وقد قام ينظر إلى كفله فإذا هو راسح فقال:
ما شئت من دنيا ولكنه ... منافق ليست له آخره
قال فقلت له: سمعت بهذا الشعر فأنشدته الساعة؟ فحلف أنه ما سمعه وأنه ارتجله الساعة.
وقيل: كان أبو حاتم يميل إلى الأحداث ميلا كثيرا ويمازحهم ويفرط، وربما وضع يده يلمسهم، فعاتبه بعض البصريين وقال له: إنك لتفعل هذا وتقوم إلى الصلاة. وفي ذلك يقول:
نفسي فداؤك يا عبيد الله حل بك اعتصامي ... فارحم أخاك فانه
نزر الكرى بادي السقام ... وأنله ما دون الحرا
م فليس يطمع في الحرام
ومما يروي لأبي حاتم:
الدمع من عينيّ مرفضّ ... وللهوى في كبدي عضّ
أخلق وجهي شادن وجهه ... عندي جديد أبدا غضّ
أرعد أن أبصره مقبلا ... كأنما ترجف بي الأرض
وحضر يوما مجلسه غلام من بني هاشم أحسن الناس فقال أبو حاتم:
لا تظنن بي فجورا فما ... يزكى فجور بحاملي القرآن
أنا عفّ الضمير غير مريب ... غير أني متيم بالحسان
وله من المصنفات: كتاب ما تلحن فيه العامة. كتاب في النحو على مذهب سيبويه والأخفش. كتاب المذكر والمؤنث. كتاب الشجر والنبات. كتاب المقصور والممدود. كتاب المقاطع والمبادي. كتاب الفرق. كتاب القراءات. كتاب الفصاحة. كتاب النخلة. كتاب الاضداد. كتاب القسيّ والنبال. كتاب السيوف والرماح. كتاب الوحوش. كتاب الحرار. كتاب الهجاء. كتاب الزرع. كتاب خلق