ربيعة بن نزار بن معد بن عدنان، وهو جد أبي هفّان المهزمي لأمّه، وهو شاعر خطيب، كان على البصرة أيام المأمون، وهو القائل:
كريم له نفس تثبّى بلينها ... لتدفع عن سلطانها عظم القدر
إذا ما دعته نفسه عظم قدره ... دعاه إلى تسكينها عظم القدر «١»
أبو هفان نحوي لغوي أديب راوية من أهل البصرة، وكان مقترا عليه ضيق الحال متهتكا شرابا للنبيذ، روى عنه جماعة من أهل العلم منهم يموت بن المزرع وروى هو عن الأصمعي.
قيل: زار أبو هفان سعيد بن حميد إلى عمل قد كان تولاه فأقام عنده واشتغل عنه ابن حميد أياما بقوم من أهل عمله إلى منازلهم فأجابهم، فقال أبو هفان:
وأغرّ من ولد الملوك كأنه ... في عين حاسده الربيع المبقل «٢»
قد كان أنزلني ففرّ من القرى ... وغدا على أهل القرى يتنزل
فأكرمه سعيد وأرضاه وأقام عنده مدة. ثم أنكر أبو هفان تغيرا من أنس كان منه، فانصرف عنه عاتبا عليه، وقال:
قل لابن كسرى سعيد في تتايهه ... ما كان كسرى على هذا من الصلف
سعيد يا ابن حميد كنت واسطة ... من جوهر العقد فاستأخرت في الطرف
قد كنت تسرف في ذكري وفي صفتي ... فاليوم صرت ترى ذكري من السّرف
أراك ذا كلف بالمال تجمعه ... وإنني بالمعالي دائم الكلف
فاذهب فما أنت من شكلي فتصحبني ... ولا تداني في نفس وفي سلف
حجبت عنك ولم أحسبك تحجبني ... عن حرمة ما حمي أنف من الأنف
تيه الفتى بالغنى لؤم ومفسدة ... للدين والعرض ماح آية الشرف
لقد عهدتك لي دهرا أخا ثقة ... تودّ أنك تفديني من التلف
فغيّرت ودّك الدنيا وزخرفها ... وكان ذاك بأدناها على نطف