للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

إذا امتزجت أنفاسنا بالتثامنا ... توهمت أن الروح بالروح يمزج

كأني وقد قبلتها بعد هجعة ... ووجدي ما بين الجوانح يلعج

أضفت إلى النفس التي بين أضلعي ... بأنفاسها نفسا إلى الصدر تولج

فإن قيل لي اختر أيما شئت منهما ... فإني إلى النفس الجديدة أحوج

وله أيضا:

أقول وقد جرّدتها من ثيابها ... وعانقتها كالبدر في ليلة التمّ

وقد آلمت صدري لشدّة ضمها ... لقد جبرت قلبي وإن أوهنت عظمي

وله أيضا:

إن نحن قسناك بالغصن الرطيب فقد ... خفنا عليك به ظلما وعدوانا

لأنّ أحسن ما نلقاه مكتسيا ... وأنت أحسن ما نلقاك عريانا

وله أيضا [١] :

فديت من لا حظني طرفها ... من خيفة الناس بتسليمته

لما رأت بدر الدجى تائها ... وغاظها ذلك من شيمته

نضت له البرقع عن وجهها ... فردّت البدر إلى قيمته

وكتب أبو إسحاق إلى الوزير أبي نصر سابور بن أردشير جوابا عن كتاب إليه:

أتتني على بعد المدى منك نعمة ... تشاكل ما قدّمت من نعم عندي

كتابك مطويا على كلّ منّة ... يمنّ بها المولى الكريم على العبد

فقبّلت إجلالا له الأرض ساجدا ... وعفّرت قدّام الرسول بها خدي

وقابلت ما فيه من الطّول والندى ... بما فيّ من شكر عليه ومن حمد

وعاليت نحو العرش طرفي باسطا ... يدي بدعاء قد بذلت به جهدي

وكم لك عندي من يد قد حفظتها ... ولم ينسنيها ما تطاول من عهد


[١] هذه القطعة لم ترد في اليتيمة.

<<  <  ج: ص:  >  >>