زمان أبيت طليق الرقاد ... وأغدو خليا خليع العذار
ولم يكن الهجر مما أخاف ... ولا العاذل الفظ ممن أداري
أسابق صبحي بصبح الدنان ... وأصرف ليلي بصرف الكبار
ألا ربّ يوم لنا بالمروج ... بخيل الضياء جواد القطار
كأن الشقيق بها وجنة ... بآخرها لمعة من عذار
كأن البنفسج في لونه ... اختلاط الظلام بضوء النهار
وسوسنها مثل بيض القباب ... بأوساطها عمد من نضار
ترى النرجس الغض فوق الغصون ... مثل المصابيح فوق المنار
ونارنجها كحقاق النضار ... تصفف أو كثديّ الجواري
أقمنا نسابق صرف الزمان ... بدارا إلى عيشنا المستعار
نجيب بصوت القناني القيان ... إذا ما أجابت غناء القماري
وتصبح عيداننا في اصطخاب ... يلذّ وأطيارنا في اشتجار
نشمّ الخدود شميم الرياض ... ونجني النهود اجتناء الثمار
ونسقى على النّور مثل النجوم ... ومثل البدور اعتلت للمدار
عقارا هي النار في نورها ... فلولا المزاج رمت بالشرار
إذا ما لقيت الليالي بها ... فأنت على صرفها بالخيار
نعمنا بها وكأن النجوم ... دراهم من فضة في نثار
وله من أخرى:
شربت على الرياض النّيرات ... وتغريد الحمام الساجعات
معتقة ألذّ من التصابي ... وأشرف في النفوس من الحياة
تسير إلى الهموم بلا ارتفاع ... كما سار الكميّ إلى الكماة
وتجري في النفوس شفاء داء ... مجاري الماء في أصل النبات
كأن حبابها شبك مقيم ... لصيد الألسن المتطايرات
لنا من لونها شفق العشايا ... ومن أقداحها قلق العداة