ذاك عميد الرؤساء أبو طالب ابن أيوب، وناب عن الوزارة المقتدية والمستظهرية.
ومن شعره «١» :
يا هند رقي لفتى مدنف ... يحسن فيه طلب الأجر
يرعى نجوم الليل حتى يرى ... حلّ عراها بيد الفجر
ضاق نطاق الصبر عن قلبه ... عند اتساع الخرق في الهجر
قال العماد- وقد ذكر هذه الأبيات الثلاثة-: قد راقتني «٢» هذه الأبيات برقتها، وحلاوة الاستعارة في معناها مع دقتها، وقد ساعده التوفيق في هذا التطبيق، وما كلّ شاعر يتخلّص من هذا المضيق، وهكذا شعر الكتّاب يجمع إلى اللطافة ظرافة، وإلى الحلاوة طلاوة.
وله «٣» :
وكأس كساها الحسن ثوب ملاحة ... فحازت ضياء يشبه الحسن والشمسا «٤»
أضاءت على «٥» كفّ المدير وما درى ... وقد دجت الظلماء أصبح أو أمسى
وله «٦» :
أقول للائمي في حبّ ليلى ... وقد ساوى نهار منه ليلا
أقلّ فما أقلّت قطّ أرض ... محبّا جرّ في الهجران ذيلا
ولو ممن أحبّ ملأت عينا ... لكنت إلى هواه أشدّ ميلا