قال المرزباني: أبو الحسن علي بن الحسن بن الماشطة الكاتب أحد مشايخ الكتاب المتصرفين في أعمال السلطان، العالمين بأمور الكتبة والخراج، ورأيته شيخا كبيرا بعد العشر والثلاثمائة وجاوز التسعين، وقال:
إذا عمر الإنسان تسعين حجة ... فأبلغ به عمرا وأجدر به شكرا
لأنّ رسول الله قد قال معلنا ... ألا إنّ ربي واعد مثله غفرا
وقال وكان قد عزل عن عمل كان إليه وحبس:
قالوا حبست فقلت الحبس لا عجب ... حبس الكرامة لا حبس الجنايات
حبس العمالة بعد العزل عادتنا ... ريث التتبع أو رفع الجماعات
وله:
إذا ضاق صدري بالحديث أفضته ... إلى الأخ والإخوان كي أجد الرشدا
فان كتموه كان حزما مؤيدا ... وإن أظهروه لم أخن لهم عهدا
وقلت اشتركنا في الخطايا بذكره ... فألزمتها نفسي لأنّ لها المبدا
قال أبو علي التنوخي: حدثني أبو الحسين علي بن هشام، سمعت علي بن الحسن الكاتب المعروف بابن الماشطة، وهو صاحب الكتاب المعروف ب «جواب المعنت» في الكتابة، وعاش حتى بلغ مائة سنة، وكان قد تقلد مكان أبي في أيام حامد لما غلب عليّ بن عيسى على الأمور، قال: سمعت الفضل بن مروان وزير المنتصر بالله ابن المتوكل وذكر خبرا.
وقال في موضع آخر «١» : حدثني أبو الحسن الكاتب المعروف بابن الماشطة، وكان يتقلّد قديما العمالات، ثم صار من شيوخ الكتاب، وتقلد في أيام حامد بن عباس ديوان بيت المال.