باب مصعب، قال: فمرّ عشية من العشيات رجل على حمار فاره وبزّة حسنة فسلم وخصّ بمسائله يحيى بن معين، فقال له يحيى: إلى أين يا أبا الحسن؟ فقال: إلى هذا الكريم الذي يملأ كمي من أعلاه إلى أسفله دنانير ودراهم، فقال: ومن هذا يا أبا الحسن؟ قال: أبو محمد إسحاق بن إبراهيم الموصلي. قال: فلما ولّى قال يحيى بن معين ثقة ثقة ثقة، قال فسألت أبي فقلت: من هذا الرجل؟ فقال:
المدائني.
وحدث أبو أحمد العسكري في «كتاب التصحيف» له «١» عن أحمد بن عمار عن ابن أبي سعد الوراق قال العباس بن ميمون، قال قال لي ابن عائشة: جاءني أبو الحسن المدائني فتحدث بحديث خالد بن الوليد حين أراد أن يغير على طرف من أطراف الشام وقول الشاعر في دليله رافع:
لله درّ رافع أنّى اهتدى ... فوّز من قراقر إلى سوى
خمسا إذا ما سارها «الجبس» بكى
فقال الجيش، فقلت: لو كان الجيش لكان «بكوا» وعلمت أن علمه من الصحف. قال العسكري: أما قول ابن عائشة إن الرواية الجبس بكى فهو كما قال وهو صحيح، وأما قوله لو كان الجيش لكان بكوا فقد وهم في هذا، ويجوز للجيش بكى فيحمل على اللفظ، وقد قال طفيل الغنويّ أو أوس بن حجر «٢» :
وان يك عارا بالقنان اتيته ... فراري فإن الجيش قد فرّ أجمع
وحدّث محمد بن إسحاق النديم «٣» قال: قرأت بخط ابن الأخشيد: كان المدائني متكلما من غلمان معمر بن الأشعث قال: وحفص الفرد ومعمر وأبو شمر وأبو الحسن المدائني وأبو بكر الأصم وأبو عامر وعبد الكريم بن روح ستة «٤» كانوا غلمان معمر بن الأشعث.
حدث المدائني قال «٥» : أمر المأمون أحمد بن يوسف بادخالي عليه، فلما