للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

وقال آخر [١] :

لكلّ شيء حسن زينة ... وزينة العالم حسن الأدب

قد يشرف المرء بآدابه ... فينا وإن كان وضيع النسب

وقال آخر:

من كان مفتخرا بالمال والنسب ... فإنما فخرنا بالعلم والأدب

لا خير في رجل حرّ بلا أدب ... لا لا وإن كان منسوبا إلى العرب

قالوا [٢] : والفرق بين الأديب والعالم أن الأديب من يأخذ من كلّ شيء أحسنه فيألفه، والعالم من يقصد لفنّ من العلم فيعتمله [٣] ، ولذلك قال علي كرّم الله وجهه [٤] : العلم أكثر من أن يحصى فخذوا من كلّ شيء أحسنه.

شاعر:

ذخائر المال لا تبقى على أحد ... والعلم تذخره يبقى على الأبد

والمرء يبلغ بالآداب منزلة ... يذلّ فيها له ذو المال والعقد

وحدث سفيان، قال سمعت الخليل بن أحمد يقول: إذا أردت أن تعلم العلم لنفسك فاجمع من كلّ شيء شيئا، وإذا أردت أن تكون رأسا في العلم فعليك بطريق واحد، ولذلك قال الشعبي: ما غلبني إلا ذو فنّ.

شاعر:

لا فقر أكبر من فقر بلا أدب ... ليس اليسار بجمع المال والنّشب

ما المال إلا جزازات ملفّقة ... فيها عيون من الأشعار والخطب

ويقال: من أراد السيادة فعليه بأربع، العلم والأدب والعفة والأمانة.


[١] البيتان في غرر الخصائص: ١٤٤.
[٢] محاضرات الراغب ١: ٥١.
[٣] في ر: فيقتله، دون إعجام.
[٤] محاضرات الراغب ١: ٥١ (دون نسبة) .

<<  <  ج: ص:  >  >>