للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

ولما رأيت البعد منك مقربي ... تباعدت كي أحظى على البعد بالقرب

محمد لا تجمع إلى الهجر غدرة ... فحسبي الذي بي من فراقك يا حسبي

وله يمدح المهلبي:

أنوار أنت كما دعيت نوار ... لم تقض منك قضاءها الأوطار

يا لحظة لحظ الحمام معيدها ... ما كان منك لناظر إنظار

وإذا تساقطك الحديث تخاله ... كأسا عليك من العقار تدار

إني ذكرتك والغرام مواصل ... نفسا عليك يهيجه التذكار

متوقد منه الضمير كأنما ... نيرانه من وجنتيك تعار

هو في الجفون إذا مرته زفرة ... ماء يمور وفي الجوانح نار

ولربّ ليل من ذراك خماره ... للنجم فيه من الغمام خمار

قد قلت حين طلعت فيه ببدره ... أرأيت كيف تشابه الأقمار

يا صاحبيّ قفا بنجد عبرة ... حيث الدموع إذا ابتدرن بدار

في منزل لبست بما لبس البلى ... منّي المشيب غدائر وعذار

ولئن محتك يد الخطوب لما امّحى ... لهوى ديارك في الفؤاد ديار

ولربما اهتزت ربوعك بالندى ... وتنفست بنسيمك الأسحار

ومنها في المدح:

وإذا بدا يوم الكريهة ضاحكا ... فهناك تسكب دمعها الأعمار

حتى إذا بصروا بعقد لوائه ... عقدت مهابتها بها الأسرار

في شرب هيجاء إذا اصطبحوا القنا ... فالطعن سكر والحمام قمار

لهم من البيض الرقاق تحية ... في حوسها ومن الدماء عقار

نهضت بعبء الملك منك عزائم ... للدهر بين عثارهن عثار

لك هضبة في الملك قحطانية ... طرق الحوادث نحوها أوعار

كجبال أندية الوقار إذا احتبوا ... وليوث ملحمة الوغى إن ثاروا

<<  <  ج: ص:  >  >>