للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

حاليات تبدي المعاصم والسو ... ق وتخفي الأجياد في الأطواق

لا تغرّنك غفلة الدهر فالعز ... مة إمضاؤها مع الإطراق

قد أرانا ابتسامه الدهر لما ... أطلع الجود شمسه بالعراق

بالمصفّى اللباب والأروع الب ... سّام بشرا والفاتق الرتاق

ومعير معاندي الملك حدّا ... قاضيا في شقاقهم والنفاق

حين حرّ الهوى بحران والبي ... ض لها من غمائم الهام ساق

بعد ما زعزع الجزيرة بالخ ... طيّ يكرعن في الدماء الرقاق

وأطارت بجوّ سنجار للمو ... ت ظباه نارا بلا إحراق

في غمام من العجاج ووبل ... يسم الأرض من حميم العتاق

حين والى بها شوازب يفضي ... ن إلى كلّ دارة من طراق

كالحات كأنما نفث الصا ... ب العوالي منهنّ في الأشداق

وكان ابن البقال يترفع عن الاختلاط بالشعراء ويتكبر عليهم، وكان الرؤساء يكرمونه ويقومون له إذا دخل إليهم، وكان ابن العميد يقدّمه على الناس كلهم ويعظمه، وأحضره المهلبي فأنشده بحضرة المتنبي قصيدة فيه؛ قال فحدثني الإمام الهاشمي قال قال لي المتنبي: ما رأيت ببغداد من يجوز أن يقطع عليه اسم شاعر إلا ابن البقال.

قال ابن عبد الرحيم: وحدثني الأستاذ أبو الحسين ابن محفوظ، وقد جرى ذكر ابن البقال، فقال: كان أقل ما فيه الشعر، فغلب عليه وعرف به، وانه كان يضطلع بعلوم كثيرة من جملتها الكلام، وكان قويا فيه مقدّما في المعرفة به، وكان يقول بتكافؤ الأدلة، وهو بئس المذهب.

<<  <  ج: ص:  >  >>